سبق أن استعرضنا سابقاً عدد من التغريدات التي قامت الشركات بتأليفها لتسوق بشكل مباشر وحي لمنتجاتها بطريقة قد تكون ساخرة نوعاً ما، مستغلة الصخب الدائر حول حدث ما. تلك كانت في حالة “عضة سواريز” الشهيرة.
ولكن السخرية من قبل الشركات هي سلاح بحدين، فالتوقيت وحساسية الموضوع، ومكانة الشركة لدى الشريحة المستهدفة عوامل مؤثرة لا يمكن الاستهانة بها. وكرة القدم لعبة تؤثر فيها العاطفة على الجماهير بشكل كبير، لذا فالحذر مطلوب من الشركات كي لا تنقلب الدعابة إلى مأزق مثلما حدث لخطوط KLM الهولندية بالأمس.
الخطوط الملكية الهولندية “KLM” حاولت أن تضع بصمة لها وسط أجواء كأس العالم التي تحاول فيها كل الشركات من أن تأخذ نصيبها من اهتمام الجماهير. الشركة أجادت باختيار المباراة: دور الـ16، مباراة هولندا موطن الشركة ضد المكسيك، ولكنها أخفقت بالمضمون والتوقيت.
المباراة كانت متقلبة، والغضب الجماهيري المكسيكي عارم بنهاية المباراة بركلة جزاء في لحظاتها الأخيرة. ودعت المكسيك البطولة، فأطلقت KLM تغريدتها “الساخرة”:
التغريدة تقول: “وداعاً يا رفاق”، وهاشتاق مباراة هولندا والمكسيك. ومرفق معها صورة صممت على شكل لوحة مطار كتب عليها “المغادرون” وسهم يشير إلى مكان المغادرة، إضافة لصورة كاريكاتيرية لشخص مكسيكي.
التغريدة أثارت في حينها جدلاً واسعاً، حتى تفجر الوضع بتغريدة من الممثل المكسيكي الشهير قايل غارسيا بيرنال، والذي يتابعه حوالي 2 مليون شخص، هاجم فيها شركة الطيران بضراوة قائلاً: لن أسافر مجدداً على خطوطكم الحقيرة.
انفجار الوضع دفع الخطوط الهولندية إلى حذف التغريدة خلال دقائق من كتابتها. ولكن الهجوم استمر على الشركة من كافة أطياف المغردين المكسيكيين.
الخطوط الملكية الهولندية قامت بعد ذلك بساعات ببث خطاب اعتذار رسمي قالت فيه:
فريق خطوط المكسيك تعتذر لكم عن التعليقات المؤسفة التي انتشرت في تويتر تزامناً مع مغادرة المنتخب المكسيكي لبطولة كأس العالم 2014 بعد هزيمته من المنتخب الهولندي. لم يدر بخلدنا إيذاء مشاعر أي شخص من خلال تغريدتنا. وبكل روح رياضية نقدم اعتذارنا لكل من آذته التغريدة. ندرك أهمية المكسيك البلد والسكان، فعلاقتنا ممتدة لأكثر من 60 سنة من التواجد فيها دون أي مشاكل، ولطالما ألهمونا لنقدم أفضل الخدمات لهم. ولا ننسى هنا أن نهنئ منتخب المكسيك الكروي على أدائه الرائع والذي بقوته وحماسه دفع بهم ليكونوا ضمن نخبة منتخبات العالم.
الممثل المكسيكي قام هو الآخر بحذف تغريدته، ولكن الغضب المكسيكي ما زال مستمراً، وحملات المقاطعة تنتشر بقوة. وهنا نوجه رسالة للشركات التي ترغب بالتواجد في ساحة تويتر: الكرة عاطفية، وقوة الانتماء للفريق أو المنتخب أقوى عادة من الانتماء للمنتج أو الخدمة، فاحذروا في اختيار الدعابة في وسائل التواصل الاجتماعي وتوقيتها.