خزينة الكرة
عقدت أمس الأحد الجمعية العمومية الاستثنائية لنادي ريال مدريد، والتي سيطر خلالها ملف تجديد ملعب سانتياغو بيرنابيو على النقاشات. الجمعية افتتحت بكلمة لرئيس النادي فلورنتينو بيريز أكد فيها: “نريد أن نجعل سانتياغو بيرنابيو أفضل ملعبٍ في العالم. نريده أن يكون ملعباً ريادياً ورمزاً لمدينة مدريد يلبي المتطلبات العصرية للأعضاء ويسمح لنا بزيادة دخل نادينا لنواصل بذلك دور الريادة عالمياً”.
وأضاف بيريز بحسب الموقع الرسمي للنادي “سانتياغو برنابيو هو قلعة لأحاسيسنا وعواطفنا، إنه جزء من ذاكرتنا ومن حياتنا. نريد ملعباً ينتمي للقرن الـ21 مع أفضل وسائل الراحة، وواحةً يعيش فيها الأعضاء والمشجعون مشاعراً وتجارباً لا تُنسى، مع تضمين أحدث التقنيات. سيكون أحد أكثر المواقع جذباً لكل شخص يزو مدينة مدريد من أي مكان حول العالم. سيكون ملعباً فريداً في موقع هائل: في قلب الشريان الرئيسي في المدينة”.
وبحسب العرض الذي قدم فإن الملعب المتجدد سيحظى بصورة جديدة فريدة وتقدمية وسيتمتع بسقفٍ دائم وسقف قابل للطي، بما يوفر مزيداً من الحماية لجميع المقاعد الجديدة وغير الجديدة. سيكون معلمًا أيقونيًا، أكثر حداثة، أكثر راحة، أكثر أمنًا، ومع مفهوم تكنولوجي جديد ومناطق ترفيهية جديدة، من مطاعم وأماكن ترفيهية لجميع أفراد العائلة”.
وأضاف بيريز حسب ما نقل الموقع الرسمي لريال مدريد “في قلب مدينة مدريد، ومحاطاً بجميع أنواع الخدمات ووسائل النقل، وسيكون له مدخل كبير سيزّين الوسط المحيط به: ساحة كبيرة في شارع (Castellana) على مساحة 20 ألف متر مربع، وأخرى بمساحة تفوق 5,5 ألف متر مربع في الزاوية مع شارع (Padre Damián) ليصبح شارع (Rafael Salgado) للمشاة فقط. موضحاً أن لذلك التجديد غايتان: الأولى، تحسين راحة وإمكانية وصول الأعضاء والمشجعين؛ والثانية، توفير مصادر دخل جديدة للنادي”.
وبحكم أن هذه الجمعية العمومية غير العادية تمت الدعوة لعقدها بهدف الحصول على موافقة الأعضاء على تمويل مشروع الملعب، فقد أشار بيريز في حديثه للجمعية إلى الملاءة الاقتصادية للريال، حيث قال “في هذا الملعب تمت صياغة أسطورة ريال مدريد، إنه منزل كل المدريديستا حول العالم. في ديسمبر المقبل نحتفل بالذكرى السنوية الـ71 لافتتاحه، ولم يكن تشييده أمراً سهلاً في واحدة من أصعب الأوقات في تاريخنا. إن واقعنا الحالي، الذي نتمتع فيه بملاءة اقتصادية كبيرة، يجعل النادي مستعداً لمواجهة أحد أكبر التحديات: تحويل ملعب سانتياغو برنابيو إلى أفضل ملعب في العالم. سيكون ملعب سانتياغو برنابيو الجديد في القرن الـ21 مسرحاً للمشاعر التي ستحدد مستقبل ريال مدريد، سيكون أفضل ملعبٍ في العالم ونريد ان يُكرّم، من جديد في نهاية القرن، كأفضل ملعب في القرن الـ21. نريده ملعباً جديدا، إرثاً وفخراً لأعضائنا ومشجعينا. ضمن ذلك الإطار، نعتبر أن أفضل طريقة لمواجهة التجديد الشامل لملعب سانتياغو برنابيو هي اللجوء إلى التمويل طويل الأجل، ولدينا ملاءة اقتصادية وقوة مالية تتيح لنا ذلك”.
وأشاد رئيس ريال مدريد بالأوضاع الاقتصادية للنادي، حيث أكد أن الريال يحظى بالظروف المثالية للتمويل طويل الأجل بأسعار فائدة منخفضة وثابتة ما يضع النادي أمام فرصة فريدة، قد تكون مؤقتة ويجب استغلالها على حد تعبيره. كما أشار إلى ارتفاع إيرادات النادي بنسبة 30٪ في حين يواصل صافي الدين مستوياته السلبية عند -107 مليون يورو.
وأوضح بيريز إلى أن تكلفة هذا التمويل على أساس فائدة ثابتة وطويلة الأجل ستحمل رسوم سنوية تقريبية تبلغ حوالي 25 مليون يورو، أي أقل من 4٪ من عائدات النادي في الموسم الماضي ولن يكون لها أي تأثير على نشاط ريال مدريد الرياضي أو نموذجه الرياضي.
كما كشف الرئيس الذهبي لريال مدريد إلى أن نموذج التشغيل الجديد للملعب سيدر على النادي أرباحاً إضافية بأكثر من 150 مليون يورو في الموسم الواحد، وبالتالي سيكون لدى الريال دخل جديد ومستمر سيساعده على الحفاظ على ريادته الرياضية والاقتصادية، مؤكداً “نريد أن نكون أول نادٍ في العالم يتجاوز دخله عتبة المليار يورو”.
وبالتأكيد، كان للتقنية حضور في حديث بيريز، حيث نقل الموقع الرسمي حديثه للأعضاء الذي ذكر فيه “نريد تحويل الاستاد إلى منصة تكنولوجية نتواصل من خلالها مع الأعضاء والمشجعين المدريديستا حول العالم. ستكون التكنولوجيا واحدة من الركائز الأساسية للمشروع. على سبيل المثال، مساحة داخلية للرياضات الإلكترونية، وتركيب لوحة فيديو مذهلة بزاوية 360 درجة داخل الهيكل المعماري للملعب مع تضمين أحدث التقنيات الرقمية. باختصار، سيكون ملعب سانتياغو برنابيو ملعباً رقمياً من الدرجة الأولى. سيكون التقدم التكنولوجي وتطبيقات الوسائط المتعددة حاضرين في العديد من أرجاء الملعب، بحيث يتمكن الأعضاء والمشجعون من الاستمتاع بمحتويات النادي على هواتفهم وأجهزتهم اللوحية بما يثري تجربة المتابعة الحية للمباريات، أي ما يعرف باسم الشاشة الثانية”.
مشروع تجديد سانتياغو بيرنابيو سيشمل متحف النادي، حيث سيتم توسيع المساحة المخصصة للمتحف بشكل كبير وسيتم إنشاء متحف جديد تفاعلي بأحدث تقنيات الواقع الافتراضي، كما سيتم أيضا تعزيز تجربة جولة البرنابيو مع إنشاء جولة بانورامية حول محيط سقف الملعب مع عروض ترفيهية ومطاعم جديدة.
وقال فلورنتينو بيريز “سنعزز العرض التجاري: سيكون لدينا متجران رسميان لريال مدريد، أحدهما في Castellana والآخر في Padre Damián، لتقديم جميع منتجات علامتنا التجارية. كما سنطور مفهومًا تجاريًا جديدًا مع نقاط البيع الرقمية لأرقى العلامات التجارية للإلكترونيات لتحويل المناطق المشتركة إلى واجهة عرض أساسية للمستجدات العالمية”.
وأوضح بيريز أن الظروف الأمنية وإمكانية الوصول وإخلاء الاستاد ستتحسن بشكل كبير لجميع المشجعين. مشيراً إلى أن هدم المركز التجاري وتشييد البرجين الجديدين وتزويدهما بالسلالم الكهربائية المتحركة والمصاعد سيحسن إمكانية الوصول والاخلاء بشكل أكثر توازناً وتجانساً. كما سيكون هناك نقاط دخول أكثر وأفضل، مع أبواب جديدة للدخول بما يجعل حركة المشجعين أكثر سهولة، عبر تركيب سلالم متحركة جديدة تصل إلى أعلى نقطة في الملعب.
وفي الختام، تم سرد المعلومات الأهم والمتعلقة بالتكلفة والجدول الزمني، حيث تمت الإشارة إلى أن تعديل المشروع للتكيف مع متطلبات محكمة العدل العليا في مدريد تسبب في زيادة التكاليف. إذ تم تقدير أن ميزانية الاستثمار في الملعب ستصل إلى حوالي 525 مليون يورو، منها نحو 300 ميون يورو لعمليات البناء، و100 مليون يورو تكلفة المعدات التكنولوجية والابتكار.
ويأمل النادي أن يتم إطلاق المشروع في مطلع العام القادم حتى تبدأ الأعمال على الفور وذلك بمشاركة أهم شركات البناء الإسبانية في المناقصة، كما أكد فلورنتينو بيريز أن شركة المقاولات الشهيرة التي يملكها (ACS) لن تشارك حيث قال “أريد أن أوضح أنه لا يمكن لأي شركة تابعة لمجموعة ACS المشاركة فيها، وفقًا للقانون الأخلاقي لمجلس إدارة ريال مدريد، وقد التزمتُ بذلك دائماً خلال فترة رئاستي”.
من جانب آخر، من المتوقع ان يستغرق المشروع نحو ثلاث سنوات، دون أن يؤثر ذلك على الجدول الرياضي، ولن يتم في مشروع تجديد الملعب زيادة سعته، حيث ستظل سعة سانتياغو برنابيو على ما هي عليه.
وبنهاية الجمعية حصل مجلس إدارة ريال مدريد على الموافقة بنسبة 92.7٪ من عدد الأعضاء الحاضرين.
