في الأسبوع الماضي تم الإعلان عن استحواذ معالي المستشار تركي آل الشيخ رئيس الهيئة العامة للترفيه في المملكة العربية السعودية على نادي الميريا الإسباني، في صفقة تأتي امتداداً لاهتمام تركي آل الشيخ بالاستثمار في كرة القدم.
الاهتمام المعلن لتركي آل الشيخ بكرة القدم بدأ برئاسته الفخرية لنادي للتعاون، ومن ثم رئاسته للهيئة العامة للرياضة في السعودية، بالإضافة لرئاسة الاتحاد العربي لكرة القدم واتحاد التضامن الإسلامي. كما حصل آل الشيخ على الرئاسة الفخرية لنادي الوحدة والنادي الأهلي المصري، قبل أن يشتري نادي الأسيوطي في مصر ويغير اسمه إلى بيراميدز محدثاً ثورة في التنافس في الدوري المصري.
اليوم سنلقي نظرة مالية مبسطة تشرح الوضعية المالية لنادي الميريا المنافس في دوري الدرجة الثانية الإسباني أو ما يعرف بدوري “لا ليغا سمارت بنك”. وقبل ذلك، نشير إلى أنه بالرغم عن عدم الكشف عن قيمة الصفقة، إلا أن أغلب التقارير الصحفية المطلعة أكدت أنها بلغت 20 مليون يورو، بالإضافة لتحمل ديون النادي التي تتراوح بين 5-7 مليون يورو حسب تلك التقارير.
كحال جل أندية الدرجة الثانية في إسبانيا وكذلك أندية الثلث الأخير من الدرجة الأولى، فإن تلك الأندية بالكاد تسير أمورها من إيراداتها المتواضعة، وهي تعتمد بشكل رئيسي على إيرادات النقل التلفزيوني، وتحاول تغطية أي عجوزات مالية ببيع عقود لاعبيها.
في موسم 2017-2018 وهو أحدث قوائم مالية نشرها نادي الميريا، بلغت إيرادات النادي 8.6 مليون يورو، شكلت إيرادات النقل التلفزيوني نحو 70٪ منها إذ بلغت 6 مليون يورو، فيما لم تتجاوز إيرادات الرعايات والأنشطة التجارية المليون يورو، أما مبيعات التذاكر واشتراكات الجماهير بالعضويات والتذاكر الموسمية فحققت للنادي 725 ألف يورو في سنة 2017-2018. وبالمجمل، سنة 17-18 شهدت ارتفاعاً طفيفاً في إيرادات نادي الميريا مقارنة بالسنة السابقة 16-17 إذ ارتفعت بنحو 600 ألف يورو أو 7٪، وتحديداً بسبب إيرادات النقل التلفزيوني.
في الجانب الآخر، تشكل رواتب وأجور اللاعبين والأجهزة الفنية والإدارية أكبر جوانب مصاريف النادي، إذ بلغت 7.6 مليون يورو، أما المصاريف التشغيلية مجملاً فوصلت إلى 11 مليون يورو في سنة 17-18 بارتفاع يتجاوز 3٪ مقارنة بالسنة السابقة.
ومع احتساب باقي الإيرادات والمصروفات، أنهى نادي الميريا سنة 2017-2018 بتسجيل خسائر صافية معقولة بلغت 790 ألف يورو، وهو ما يوضح تحسناً عن السنة المالية السابقة التي وصلت فيها خسائر الميريا إلى 1.5 مليون يورو.
ميزانية النادي للموسم الماضي 2018-2019 توقعت أن تبلغ الإيرادات التشغيلية 8 مليون يورو، فيما توقعت الميزانية التقديرية أن ينهي النادي سنته المالية الماضية بتسجيل أرباحاً صافية تتجاوز المليون يورو بقليل، وهو ما ننتظر نشر التقارير المالية للفترة خلال الأشهر القادمة لتأكيده، كما ستشمل التقارير إعلان ميزانية الموسم الحالي 19-20.
تجدر الإشارة إلى أن التأهل إلى الدرجة الأولى يعني ارتفاعاً هائلاً في عوائد النقل التلفزيوني، فحسب آخر تفصيل لتوزيع الإيرادات الناتجة عن بيع الحقوق التلفزيونية، حصل أكثر فرق الدرجة الثانية تحقيقاً للإيرادات على 22.9 مليون يورو في 2017-2018، فيما حصل أقل نادي في الدرجة الأولى على 43.3 مليون يورو، علماً أن رابطة الليغا نجحت في بيع حقوق النقل التلفزيوني للفترة القادمة بزيادة لا تقل عن 15٪، ما يعني زيادة أكبر في توزيعات النقل التلفزيوني بداية من الموسم الجديد 2019-2020.
أما على مستوى قائمة المركز المالي لنادي الميريا بحسب 30 يونيو 2018، فقد بلغ إجمالي أصول النادي 9.7 مليون يورو، فيما بلغت التزامات النادي 6.6 مليون يورو، وحقوق المساهمين 3 مليون يورو حسب التفصيل الموضح في الجدول التالي.
وكانت آخر العقود التجارية المعلنة للنادي قد وقعت في نهاية شهر يونيو الماضي، إذ وقع النادي مع شركة أديداس لرعاية أطقم الفريق لمدة 4 مواسم وذلك خلفاً لشركة نايكي الراعي الرياضي السابق للنادي، فيما أوضح المدير التنفيذي للنادي محمد العاصي أن الميريا تلقى العديد من طلبات الرعاية والإعلان خلال الفترة الماضية.
ومن جانب الجماهير، أعلن النادي أن عدد المشتركين بالتذاكر الموسمية اقترب من الوصول إلى 8 آلاف مشترك وتحديداً 7800 مشترك مقارنة بـ 8036 مشترك في الموسم الماضي، حيث تزايد الاهتمام بالاشتراك خلال الأيام الماضية بعد إعلان المشروع الجديد للنادي. ملعب النادي “استاد ألعاب البحر المتوسط” يتسع لـ 15 ألف مشجع، وتم إنشائه بتكلفة 21 مليون يورو في 2005 من قبل بلدية المدينة التي تدير الملعب حتى الآن، ويعتبر نادي الميريا هو المستخدم الرئيسي له، كما كشف “محمد العاصي” عن وجد محادثات مع المسؤولين في البلدية لاستئجار الملعب لفترة طويلة وتطويره من كافة الجوانب.