مع تزايد أنباء اقتراب صندوق الاستثمارات العامة السعودي من الاستحواذ على نادي نيوكاسل الإنجليزي، قدم لنا صديقنا “يوسف السعدي” هذه المادة الثرية، التي تلقي نظرة اقتصادية على النادي من جوانب عدة.
فإليكم ما قدمه صديقنا العزيز، والذي يمكنكم متابعته على حسابه في تويتر @YousifAlsaadi :
صندوق الاستثمارات السعودي (PIF) قريب جداً من الاستحواذ على نادي نيوكاسل يونايتد الانجليزي بصفقة تتراوح قيمتها ما بين 300-340 مليون باوند. هنا نظرة على أداء النادي ماليًا في عهد المالك الحالي مايك اشلي:
أرباح النادي قبل الضرائب تحولت من خسارة 46.7 مليون جنيه استرليني إلى ربح 22.9 مليون جنيه. الإيرادات قفزت 92.8 مليون (108%)؛ يعود ذلك بشكل رئيسي الى عوائد البريميرليج (النقل التلفزيوني) المقدرة بـ123 مليون مقابل إنهائه الدوري بالمركز العاشر.
على صعيد آخر فإن العوائد التجارية ايضا ارتفعت 14.6 مليون (121%) إلى 26.7 مليون. نسبة الرواتب الى الإيرادات في عام 2017 كانت عاليه جداً عند الـ130% لسببين:
- 21.9م مكافأة الصعود الى البريميرليغ.
- انخفاض الإيرادات في التشامبيونشب و تحديداً النقل التلفزيوني، ولكن سرعان ما انخفضت النسبة إلى 52% (وهي نسبه جيدة في كرة القدم) الموسم التالي نتيجة عودتهم للبريميرليج. صافي الدخل التشغيلي و الربح قبل الضرائب ارتفعوا 119% و 149% الى 17.6 مليون و 22.9 مليون على التوالي.
من عام 2010 الى 2018 و على مدار تسع سنوات، لم يتمكن نيوكاسل فقط في عامي (2010 و 2017) من تسجيل ارباح قبل الضرائب و السبب الابرز لذلك يعود الى تواجد النادي في التشامبيونشب و هو ما بترتب عليه فقدان نسبة كبيره من إيراداته.
سقف الرواتب لم يتجاوز الـ100 مليون إلا مرة وحيدة و هي في عام 2017 عندما أراد النادي سرعة العودة إلى البريميرليج، و بالفعل تصدر نيوكاسل التشامبيونشب و صعد إلى الدوري الإنجليزي الممتاز.
بالمقارنه ببقية الأنديه في البريميرليج، يعتبر نيوكاسل من أقل الأندية رصدًا لرواتب اللاعبين إذ أنه سابع أقل نادي دفعًا للرواتب خلف وست برومتش.
الحضور الجماهيري في السانت جيمس بارك ممتاز حيث أن متوسط الحضور يتفوق على أندية مثل تشيلسي و إيڤرتون.
الحصيله الأكبر من إيرادات نيوكاسل تأتي عن طريق النقل التلفزيوني حيث انها تشكل 71% من إجمالي الإيرادات في عام 2018. أيضًا، و على مدار الـ10 سنوات الماضية، كان البث التلفزيوني دائمًا ما يشكل أكثر نصف الإيرادات ماعدا في عامي 2009 و 2010 إذ شكل 44% و 31% على التوالي من إجمالي الإيرادات.
إيرادات نيوكاسل 178 مليون جاعلةً إياه سابع أعلى نادي دخلاً في انجلترا، ايفرتون يتفوق عليه بفارق 10 مليون جنيه فقط. وعلى الرغم من ذلك فإن هناك فجوة كبيره بينه و بين “الستة الكبار”:
-الأعلى إيرادات من “الستة الكبار” هو مانشستر يونايتد (590 مليون)
-الأقل إيرادات هو توتنهام (380 مليون)
في حال أراد نيوكاسل مجاراة “الستة الكبار” فإنه يجب عليه رفع إيراداته من الأعمال التجارية كبداية حيث أنه من 2009 إلى 2018 لم ترتفع الإيرادات التجارية إلا 37% فقط! كمثال: بالنظر إلى مانشستر سيتي، نجد أنه تمكن من رفع إيراداته التجاريه بنسبة 896% بنفس الفترة.
من أهم عوامل نجاح مانشستر سيتي هي استثماره في بناء الفريق، إذ صرف 449 مليون خلال الفترة ما بين 2009-2011 و هي أقل مما صرفه نيوكاسل (358.8 مليون) طوال الـ10 سنوات الماضية. مانشستر سيتي صرف اكثر من 1.5 مليار جنيه خلال الـ10 سنوات الماضية.
في أول موسم له في البريميرليج بعد صعوده من التشامبيونشب، حقق نيوكاسل صافي دخل تشغيلي (قبل بيع اللاعبين) بلغ 17.6 مليون محققاً رابع أفضل نادي في الدوري من حيث صافي الدخل التشغيلي.
بالنظر الى العشر سنوات الأخيرة، نجد أنه في ثلاث سنوات منها فقط تمكن نيوكاسل من تحقيق أرباح من دون بيع لاعبيه و تعتبر سنة 2017 أعلى سنة خسائر للنادي إذ سجل خسارة في صافي الدخل التشغيلي بلغت 90.9 مليون.
اعلى سنة كسب فيها نيوكاسل من بيع لاعبيه كانت ايضا سنة 2017 عندما حقق ربح 42.3 مليون من عمليات البيع (الصورة الأولى أدناه). السنة التالية لم يحقق النادي أرباح تذكر، فقط 3.6 مليون، و هو مبلغ منخفض بالمقارنه بباقي اندية الدوري (الصورة الثانية أدناه)
ولأن النادي لم يحقق أرباح كبيرة من بيع لاعبيه في 2018؛ فإن أرباحه قبل الضريبة ارتفعت بشكل طفيف مما جعله يفقد مركزه الرابع من حيث الأرباح إلى التاسع قابعًا خلف مانشستر يونايتد بـ3.1 مليون جنيه استرليني.
بالنهاية، كل التوفيق لصندوق الاستثمارات السعودي في اول استثمار رياضي له من هذا النوع.
المصادر:
– التقارير المالية السنوية للأندية
– premierleague.com
وشكراً جزيلاً للأخ يوسف السعدي على كتابة هذه المادة الثرية.