مع عودة بعض دوريات كرة القدم حول العالم لاستئناف منافساتها واستعداد البعض الآخر للعودة بعد التوقف القسري بسبب انتشار فيروس كورونا، كان قرار إقامة المباريات خلف الأبواب المغلقة قراراً غير مستساغ لجماهير كرة القدم التي لن تتمكن من الحضور، وكذلك للمشاهدين خلف الشاشات والذين سيفقدون أحد أهم عوامل المتعة والإثارة في الكرة “الحضور الجماهيري”، وهو ما سيؤثر كذلك وبكل تأكيد على اللاعبين داخل المستطيل الأخضر.
ولتجاوز ذلك، سعت بعض الأندية لابتكار طرق وأفكار لتجاوز هذه المشكلة، كان آخرها من نادي لاتسيو الإيطالي، حيث أعلن رئيس التواصل بالنادي أنه مع عودة المنافسات، سيتاح لجماهير لاتسيو فرصة التواجد في الملعب من خلال طباعة صور كبيرة لهم عبر التقدم بطلب على موقع سيتم تجهيزه الأسبوع القادم.
هذه المبادرة شبيهة بالمبادرة التي كان نادي بوروسيا مونشنغلادباخ سباقاً في إطلاقها مع عودة البوندسليغا، حيث أتاح لجماهيره فرصة التواجد في مدرجاته مقابل 19 يورو عبر إرسال صورهم الشخصية والتي قام النادي بطباعتها على مجسمات من الورق المقوى ووضعها في الملعب. وتلقى النادي الألماني نحو 20 ألف طلب في أولى المباريات وأعلن أنه سيتبرع بعائدات هذه المبادرة لأهداف خيرية.
مع عودة #البوندسليغا بدون جماهير غداً، أتاح نادي #بوروسيا_مونشنغلادباخ لجماهيره فرصة التواجد في مدرجاته مقابل 19 يورو عبر إرسال صورهم الشخصية والتي قام النادي بطباعتها على مجسمات من الورق المقوى ووضعها في الملعب. النادي تلقى نحو 20 ألف طلب وسيتبرع بعائدات هذه المبادرة pic.twitter.com/j1F7eYRTfK
— خزينة الكرة (@Kooreasury) May 15, 2020
من جهته، وسع نظيره نادي كولن الألماني من تواجد الجماهير لتشمل قمصانهم وشالاتهم التي يرغبون بتواجدها في الملعب.
نادي #كولن الألماني طلب من جماهيره إرسال قمصان وشالات الفريق التي يحبونها لتتواجد في مدرجات الفريق الخالية، فبدت بهذا الشكل في أولى المباريات ضد #ماينز بعد عودة #البوندسليغا من توقف #كورونا pic.twitter.com/o360v0d3yw
— خزينة الكرة (@Kooreasury) May 17, 2020
ولم تقتصر هذه الأفكار على الدوري الألماني أو الكرة الأوروبية، بل امتدت إلى أمريكا الجنوبية حيث أعلن أكثر من نادي برازيلي عن ذات المبادرة، وقدم نادي بوتافوغو فرصة التقدم بطلب طباعة صورة شخص واحد مقابل 30 ريال برازيلي، أو شخصين (45 ريال برازيلي) وتصل إلى 90 ريال برازيلي في حال الرغبة بطباعة صورة 5 أشخاص.
نادي #كورنثيانز و #بوتافوغو إس بي البرازيليين يتيحان لجماهيرهما التواجد كـ “صور” على ورق مقوى في مدرجاتهم عند عودة المنافسات المتوقفة بسبب #كورونا. pic.twitter.com/B4psXB4ZaK
— خزينة الكرة (@Kooreasury) May 18, 2020
أما في الدنمارك، فقام نادي ارهوس بإطلاق عدة مبادرات شملت تجهيز شاشات عملاقة في الملعب ستقسم لعدة مربعات تتواجد فيها اتصالات مباشرة بالفيديو مع جماهيره عبر تطبيق زووم الشهير لمحادثات الفيديو، إضافة لفتح المجال للجماهير لإرسال صورهم وقمصانهم وأعلامهم للتواجد في مباريات الفريق على أرضه.
أطلق نادي@AGFFodbold في #الدنمارك عدة مبادرات لإضفاء اجواء جماهيرية على ملعبه قبل عودة الدوري الدنماركي الذي سيكون بلا جماهير بسبب #كورونا. حيث قام بتجهيز شاشات ضخمة تتيح لجماهيره (وجماهير الخصم) التواجد عبر تطبيق #زووم والتفاعل مع اللاعبين عبر تطبيق اتصالات الفيديو pic.twitter.com/ManI1wAyks
— خزينة الكرة (@Kooreasury) May 18, 2020
ونبقى في الدنمارك، إذ اتسمت بعض الأفكار بالغرابة، حيث أعلن نادي ميتييلاند أنه جهز شاشات ضخمة في مواقف سيارات ملعب النادي والتي ستبث المباريات لأكثر من 2000 سيارة تم تجهيز أماكن لها وسيتمكن ركاب السيارات من الاستماع إلى تعليق المباراة عبر تردد خاص في الراديو، كما سينقل بث حي من المواقف إلى داخل الملعب ليعيش اللاعبين أجواء الجماهير خارجه.
ولا تعتبر مثل هذه الأفكار جديدة تماماً، فنادي ارسنال قام بخطوة بدائية قبل 28 سنة وتحديداً في عام 1992 أثناء توسعة خلف المرمى الشمالي، حيث قام بوضع لوح كبير يحمل صور مدرجات مليئة بالجماهير.
ولم تكن كل المبادرات التي أقيمت في أزمة كورونا ذات نتيجة حسنة، فمثلاً، اضطر نادي إف سي سيئول الكوري لنشر اعتذار رسمي وتعرض لعقوبة مالية بعد أن قام باستخدام دمى جنسية كجماهير في إحدى مبارياته، ما أثار ردود فعل سلبية واسعة النطاق.
نادي إف سي #سيئول الكوري تعرض لعقوبة واضطر للاعتذار إثر استخدامه "دمى جنسية" كجماهير في مدرجاته خلال مباراته الدورية والتي تلعب بلا حضور المشجعين بسبب الاجراءات الوقائية ضد انتشار فيروس #كورونا pic.twitter.com/FiFQKkqSf5
— خزينة الكرة (@Kooreasury) May 21, 2020
وبالتأكيد، لن تتوقف الابتكارات عند هذا الحد، فالقنوات التلفزيونية الناقلة تدرك وجود مشكلتين تؤثر على اهتمام المشاهدين، أولها: منظر المدرجات الخالية، وثانيها: غياب أصوات الجماهير.
وعند النظر للمشكلة الأولى فإن بعض الأندية قامت بالحلول المذكورة أعلاه، ولا زالت تناقش عدة حلول أخرى مثل بث صور الجماهير على اللوحات الإعلانية الإلكترونية حول الملعب. أما القنوات فإنها تدرس وبجدية تطبيق تقنية الصور المنشأة بالحاسوب (CGI) والمستخدمة في الأفلام السينمائية لإنتاج صور حاسوبية افتراضية لجماهير في المدرجات خلال النقل التلفزيوني.
أما المشكلة الثانية والمتعلقة بأصوات الجماهير، فلا زالت المحاولات قائمة لتجاوزها. ونقلاً عن رويترز، فقد ابتكرت شركة مقرها ميونخ تطبيقاً يصدر ضجيجاً بناء على ردود فعل المشجعين الصاخبة أثناء متابعة المباريات من المنازل، حيث يمكن للجماهير اختيار الفريق الذي تشجعه، والمباراة التي تقوم بمشاهدتها ليصبح أمامها 4 خيارات (الهتاف – التصفيق – الغناء – الصفير).
وقال فيكتور مراز، أحد مطوري هذا التطبيق لرويترز، “اختبرنا التطبيق الذي يدعم نحو 350 ألف مستخدم للمباراة الواحدة في ملعبين بين ملاعب الدوري الألماني وسارت الأمور طبيعية. تضغط على زر والملعب بأكمله يضج بالتشجيع”، مؤكداً وجود مفاوضات قائمة مع الأندية الكبرى في ألمانيا. مشيراً إلى أنه يتطلب موافقة عدة جهات على استخدام التطبيق وتشمل اللاعبين والحكام ورابطة الدوري (التي تعارض فكرة الضجيج الافتراضي بشدة).
مراز أضاف أنه يمكن تشغيل أصوات مختلفة في أجزاء مختلفة من الملعب مع تعديل مستويات الصوت لإعطاء انطباع بوجود تشجيع للفريق صاحب الأرض أو الضيف.
ومن الجديد بالذكر، أنه لا تزال هناك قضايا عالقة بهذا الخصوص، إذ أنه قبل عدة سنوات اعتذرت الإذاعة والتلفزيون السويسرية الرسمية بعد إضافة ضجيج مزيف للجماهير في مباراة قمة بين زوريخ وجراسهوبرز قاطعت بدايتها الجماهير بسبب أسعار التذاكر، حسب ما ذكرت رويترز.