شهدت الأيام الماضية إعلان تفاصيل مالية كثيرة تخص نادي برشلونة الذي يمر بفترة عصيبة اقتصادياً، بالإضافة إلى اعتماد مشاريع خاصة بالنادي، وسنحاول أن نفصلها ونتناولها بشكل مبسط في السطور التالية.
نادي برشلونة قام بنشر بياناته المالية لسنة 2020-2021، هذه السنة التي شهدت استقالة الإدارة السابقة وانتخاب مجلس إدارة جديدة كما شهدت استمرار تأثيرات جائحة كورونا. وأنهى برشلونة السنة المالية 20-21 بتحقيق إيرادات قدرها 631 مليون يورو، وخسارة صافية بعد خصم الضرائب مقدارها 481 مليون يورو، فيما كانت الميزانية التقديرية تتوقع إيرادات 828 مليون يورو وأرباح مليون يورو، والسبب في هذا الفارق الكبير يعود إلى انخفاض الإيرادات وعدم القدرة على السيطرة على المصروفات.
وتعتبر عوائد نادي برشلونة في سنة 20-21 والبالغة 631 مليون يورو أقل بـ 26٪ (أو 224 مليون يورو) من عوائده في السنة السابقة التي وصلت إلى 855 مليون يورو. أما صافي الخسائر والبالغ 481 مليون يورو فقد كان من المفترض أن يبلغ 390 مليون يورو في حال استبعاد تأثيرات جائحة كورونا حسب معايير الليغا، والبالغة 92 مليون يورو.
أكثر مصادر الدخل تأثراً بجائحة كوفيد-19 كان الملعب حيث بلغت مداخيله 25 مليون يورو فقط أي أقل بـ 84٪ من السنة السابقة. أما الإيرادات التجارية فقد سجلت 268 مليون يورو (10٪ أقل من 2019-2020) وأبرز أسباب الانخفاض وعدم تحقيق إيرادات إضافية كان بسبب إغلاق المتاجر وعدم القيام بأي جولة صيفية الصيف الماضي.
وبالنسبة لإيرادات النقل التلفزيوني فقد وصلت إلى 282 مليون يورو أي 14٪ أقل من السنة السابقة، حيث تراجعت 7 مليون يورو بسبب كورونا، وعوضت بـ 25 مليون يورو بسبب تأجيل مباريات الليغا ودوري أبطال أوروبا لسنة 2019-2020 لتلعب بعض مبارياتها في السنة المالية 2020-2021. ما يعني أن النادي كان معرضاً لإيرادات أقل مما حققه فعلياً.
وأخيراً بالنسبة لإيرادات الانتقالات والإيرادات الأخرى، فقد تراجعت بواقع 92 مليون يورو لتقف عند 56 مليون يورو بسبب ضعف الحركة في سوق الانتقالات الماضي.
وفي الجهة المقابلة، ارتفعت مصروفات نادي برشلونة 19٪ من 955 مليون يورو إلى 1.136 مليار يورو كرقم قياسي في تاريخ النادي. وكان للجائحة تأثيرها على المصروفات كذلك، حيث تمكن من توفير 125 مليون يورو من اتفاق الإدارة السابقة مع اللاعبين بتأجيل رواتب مستحقة لهم بمجموع حوالي 60 مليون، إلى جانب مصاريف إدارية تم توفيرها بحوالي 64 مليون يورو متعلقة بالملعب والمتاجر.
الارتفاع الأكبر كان في بند المصاريف الأخرى التي ارتفعت 281٪ تخص الضرائب والمصاريف القانونية والعمالة وبعض المخصصات المتعلقة بالتزامات لم يتم إثباتها مسبقاً، ووفقاً لتوصيات الفحص والتدقيق، كما ساهم في هذا الإرتفاع مراجعة وتعديل القيمة الدفترية لبعض اللاعبين من أصحاب القيم المرتفعة وفقًا لمعايير التقييم من رابطة الدوري الإسباني.
وعلى مستوى المركز المالي للنادي، بلغ صافي ديون برشلونة 680 مليون يورو في 30 يونيو 2021 وذلك حسب معايير رابطة الليغا، وباحتساب كامل الاستثمارات التي نفذت في مشروع إسباي بارسا (مشروع الملعب ومرافق النادي) بالإضافة للاستثمارات الأخرى، فإن صافي الدين المعدل سيكون 558 مليون يورو. كما أغلق النادي سنته وبحوزته رصيد نقدي يبلغ 63 مليون يورو. أما الديون التمويلية فبلغت 533 مليون يورو وتتعلق بشكل رئيسي بالتسهيلات طويلة الأمد التي حصل عليها النادي في 30 يونيو وغيرها من القروض.
الفحص والتدقيق
كما أوضحت إدارة نادي برشلونة أنها فوضت شركة ديلويت للخدمات الاستشارية والمحاسبية في شهر أبريل 2021 لتقوم قد تم مراجعة وتدقيق حسابات النادي للسنة 2018-2019 وسنة 2019-2020 والأشهر الـ9 الأولى من سنة 2020-2021، وجمع وتحليل البيانات لتقديم تصور حول الوضع المالي والاقتصادي للنادي، حيث توصلت عمليات الفحص والتدقيق إلى وجود أوجه قصور إدارية خطيرة.
وكشف الرئيس التنفيذي لنادي برشلونة فيران ريفيرتر أن عمليات التدقيق كشفت عن ديون والتزامات مستقبلية تصل إلى 1.35 مليار يورو وتتطلب إعادة تمويل وبشكل عاجل، وتدفقات نقدية تشغيلية صفرية، وصعوبة في الإيفاء بدفع الرواتب، وعدم التزام واسع بالمعايير المالية، ما يتسبب بمحدودية إمكانية تسجيل لاعبين جدد واتخاذ القرارات، وتدهور مرافق النادي وعدم استقرار وضع الكامب نو، وضعف في الحوكمة والرقابة الداخلية.
وأوضح النادي في بيان رسمي له أبرز أسباب تراجع نتائج النادي وتراكمها في السنوات الخمس الماضية، والتي تعود إلى 4 أسباب رئيسية هي:
- زيادة مصاريف رواتب اللاعبين بنسبة 61٪ بسبب الاستقطابات الجديدة وتوقيع العقود بمستويات عالية تشمل بنوداً مثل مكافآت التجديد ونهاية التعاقد، وقد ترتب عليها مصاريف كبير وغير عادية للوسطاء.
- زيادة في المصاريف الإدارية بين موسم 2016-2017 وموسم 2019-2020 بنسبة 56٪ بسبب ضعف الحوكمة والإدارة.
- تضاعف التكاليف المالية 6 أضعاف بين سنة 16-17 وسنة 19-20 بسبب زيادة صافي الديون وغياب التخطيط المالي.
- آثار جائحة كورونا التي تسببت بخسارة 43 مليون في 19-20 و65 مليون في أول 9 أشهر من 20-21.
وطمأن الرئيسي التنفيذي لنادي برشلونة الجماهير بأن لدى النادي خطة استراتيجية وخارطة طريق نحو المستقبل ليبقى البارسا النادي الأفضل.
من جهته، أكد رئيس مجلس إدارة النادي خوان لابورتا ضرورة وأهمية استكمال مشروع اسباي بارسا والذي سيتطلب تسهيلات بقيمة 1.5 مليار يورو سيقوم النادي بسدادها من إيرادات تطوير مشروع إسباي بارسا. حيث قامت الجمعية العمومية باعتماد تمويل المشروع بقيمة تبلغ بحد أقصى 1.5 مليار يورو لتشييد وبناء أحد أكبر وأحدث المعالم الترفيهية والرياضية في أوروبا.
ميزانية 2021-2022
واعتمدت الجمعية العمومية لنادي برشلونة الميزانية التقديرية للسنة المالية الجارية 2021-2022 والتي تتوقع تحقيق إيرادات تبلغ 765 مليون يورو بزيادة 21٪ عن السنة الماضية، وذلك بفضل عودة الجماهير ومداخيل أيام المباريات، بالإضافة لإعادة فتح متاجر النادي بشكل كامل.
فيما توقعت الميزانية إنفاق يتراجع إلى 784 مليون يورو سيساهم فيها بشكل رئيسي تراجع مصاريف الرواتب بعد مغادرة عدد من اللاعبين ذوي الأجور العالية، والاتفاق مع عدد آخر من اللاعبين على تخفيض رواتبهم بعد الجائحة.
وفي المحصلة، يتوقع نادي برشلونة أن يغلق السنة المالية الحالية 2021-2022 بتسجيل صافي خسائر تشغيلية تبلغ 19 مليون يورو، سيتم تغطيتها بصافي مالي يبلغ 23 مليون يورو لتكون صافي الأرباح المتوقعة بعد خصم الضرائب 5 مليون يورو.