زف صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة لمدينة جدة يوم أمس الجمعة بشرى إطلاق المُخطط العام والملامح الرئيسة لمشروع “وسط جدة” (“نيو جدة داون تاون” سابقاً)، بإجمالي استثمارات تصل إلى 75 مليار ريال خصصت لتطوير 5.7 ملايين متر مربع، بتمويل من صندوق الاستثمارات العامة والمستثمرين من داخل المملكة العربية السعودية وخارجها.
وضم المخطط العام للمشروع أربعة معالم رئيسة عالمية من بينها أستاد رياضي. حيث سيحتلّ الاستاد مكانة جوهرية في تعزيز أسلوب الحياة الحيوي والصحي في مجتمع جدة، ليُسهم في رفع جودة الحياة لاحتوائه على حدائق بمساحات خضراء مفتوحة. كما يوفر الاستاد ملعباً رياضياَ على مستوى عالمي ومنصة حية للعديد من الفعاليات المحليّة والإقليمية والدولية، وسيكون مستوحى من التراث المحلي والعناصر المعمارية بتصميم معاصر مبدع كمعلم رئيسي للمشروع، واضعاً الرياضة في قلب مفهوم الترفيه والرفاهية لسكانها، بالإضافة إلى تمكين آلاف الرياضيين السعوديين ودعمهم في مسيرتهم الاحترافية.
وسيمر سيمر مشروع وسط جدة بثلاثة مراحل رئيسية، وبإنجازها ستصبح جدة ضمن أفضل مدن العالم، وهي: المرحلة الأولى في 2027 والمرحلة الثانية في 2030، والمرحلة الثالثة لما بعد 2030. حيث يتوقع أن يكون 2027 هو العام المتوقع للانتهاء من أعمال المرحلة الأولى التي ستتضمن عدداً من المرافق ومن بينها الملعب الرياضي.
ويأتي إطلاق المخطط العام لمشروع وسط جدة في إطار اهتمام سمو ولي العهد بتنمية جميع مناطق ومدن المملكة، وتناغماً مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 ، حيث يهدف المشروع لصناعة وجهة عالمية في قلب جدة بإطلالة مباشرة على البحر الأحمر، تسهم في تعزيز المكانة الاقتصادية لمدينة جدة.
كما يستهدف مشروع “وسط جدة” تحقيق قيمة مضافة لاقتصاد المملكة بـ 47 مليار ريال بحلول العام 2030، حيث سيضم المشروع أربعة معالم رئيسة عالمية هي “دار أوبرا، متحف، أستاد رياضي، الأحواض المحيطية و المزارع المرجانية”، بالإضافة إلى 10 مشاريع ترفيهية وسياحية نوعية، حيث ستسهم الأعمال التشغيلية للمشروع في فتح المجال أمام القطاع الخاص المحلي للمشاركة في تطوير وتشغيل قطاعات اقتصادية واعدة “سياحية، رياضية، ثقافية، ترفيهية” بمعايير عالمية، بجانب قطاعات أخرى تشمل بناء وتطوير مناطق سكنية عصرية تضم 17 ألف وحدة سكنية مع مشاريع فندقية متنوعة توفّر أكثر من 2700 غرفة، كما سيضم المشروع مرسى بمواصفات عالمية ومنتجعات شاطئية خلابة، إلى جانب مجموعة كبيرة من الفنادق والمطاعم والمقاهي المحلية والعالمية الفاخرة، والخيارات المتنوعة للتسوق، كما يستهدف المشروع تقديم حلول متكاملة لقطاع الأعمال.
وقد تم اعتماد تصاميم عصرية بمعايير عالمية للمشروع مع الحرص على تطبيق عناصر ومكونات النسيج العمراني والمستوحاة من فنون العمارة الحجازية الأصيلة مع مراعاة تطبيق أحدث التقنيات العالمية، بحيث تصبح “وجهة ذكية” تعتمد على التقنيات المبتكرة، بالإضافة إلى اعتماد استخدام أفضل تقنيات الاستدامة ومنها الطاقة المتجددة، ما سيسهم في دعم الاستدامة البيئية بما يتناغم مع أهداف مبادرة السعودية الخضراء، حيث شارك في تصميم المخطط العام أكثر من 500 مهندس واستشاري، يمثلون خمسة من أفضل دور الخبرة في العالم.
كما يسهم المشروع في تحقيق مستهدفات رؤية 2030 الرامية لبناء اقتصاد مزدهر ومجتمع نابض بالحياة مع توفير أفضل نمط حياة للسكان والزوار، حيث يتمتع مشروع “وسط جدة” بمقومات طبيعية متعددة، من ضمنها الواجهة البحرية بشريط مائي طوله 9.5 كلم، ويحتوي على مرسى بمواصفات عالمية مهيأ لاستقبال اليخوت من داخل و خارج المملكة، وشاطئ رملي بطول 2.1 كلم. كما ستشكل المساحات الخضراء والأماكن المفتوحة والخدمات العامة 40% من مساحة المشروع.
ويعد المشروع أحد الاستثمارات المحلية النوعية لصندوق الاستثمارات العامة، والتي تسهم في تنويع مصادر الدخل، ودفع مسيرة الاقتصاد الوطني، واستحداث المزيد من فرص العمل لأبناء وبنات الوطن.
يذكر أنه جرى تأسيس الشركة المطورة للمشروع “شركة وسط جدة للتطوير” من قبل صندوق الاستثمارات العامة سنة 2019، واعتماد تشكيل مجلس إدارتها برئاسة سمو ولي العهد – حفظه الله -، والتي ستنفذ المشروع على ثلاث مراحل تكتمل الأولى منها بنهاية العام 2027، ليبدأ معها مشروع “وسط جدة” في استقبال سكان جدة وزوارها من داخل المملكة وخارجها، وتعمل الشركة حالياً مع جميع الجهات ذات العلاقة، لضمان تنفيذ كافة المراحل وفق الخطة الزمنية المعتمدة.