تستضيف الكاميرون هذه الأيام منافسات بطولة كأس الأمم الأفريقية 2021، والتي لا تنتظر البلاد أن تكون حدثاً رياضياً فحسب، بل تنظر له من منظور اقتصادي وتترقب آثاره الإيجابية.
وحتى قبل انطلاق كأس أمم أفريقيا، بدأ تأثيرها على مختلف النشاطات في الكاميرون، حيث تشير التوقعات لوصول عشرات الآلاف من المشجعين لتشجيع منتخباتها وهو بحد ذاته عامل منعش للاقتصاد.
وفي تقرير على موقع دويتشه فيله DW الألماني، فإن بعض السكان المحليين بدأوا فعلاً بتغيير أنشطتهم لاقتناص فرص “كأس أفريقيا”، حيث استعرض التقرير الشاب عيسى حمادو الذي تحول من تجارة البيض إلى الملابس الرياضية وأطقم المنتخبات المشاركة، طمعاً باستغلال الشغف والحماس الذي ستخلقه البطولة القارية، فيما تشهد مقرات عدد من الفنادق والمطاعم والمحلات أعمال تجديد لرفع طاقتها الاستيعابية وزيادة جاذبيتها وتحقيق إيرادات أكبر. حيث قدر بعض أصحاب الحانات أن ترتفع مبيعاتهم في فترة البطولة بنحو 30٪.
ووفقاً لكبير الاقتصاديين في بنك معلومات الأعمال الأفريقي كينيدي توميمنتا، فإن بعض قطاعات الأعمال بدأت بالفعل بالوصول لنقطة التعادل، مشدداً على أن الانتعاش الاقتصادي من بطولة إفريقيا قد يكون كبيراً.
وضرب توميمنتا في حديثه لـ DW مثالاً بسيدة تملك فندقاً في العاصمة الكاميرونية ياوندي حيث قالت أنها ومن قبل انطلاق البطولة قد استضافت أحد الفرق وهو ما سيحقق لها خلال أسبوعين عائدات تقارب 24 ألف يورو، وهو مبلغ يتجاوز ما حققته في سنة 2020-2021 بسبب الجائحة.
وساهمت أعمال تشييد الملاعب والبنية التحتية الأخرى في مختلف أنحاء البلاد في خلق عدد من الوظائف المؤقتة للشباب، في دولة يعيش نحو 40٪ من سكانها تحت خط الفقر. حيث استفادت معظم المدن المستضيفة للبطولة من تشييد الملاعب وشبكات الطرق والتي خلقت العديد من الوظائف للشباب، وعلى الرغم من أن أغلبية الشركات التي عملت على هذه المشاريع هي شركات أجنبية، إلا أن خبراء البنك الإفريقي يعتقدون أن أثرها على العمال والمهندسين المحليين كبير جداً.
ووفقاً لموقع ذا افريكا نيوز، فإن الكاميرون قد استثمرت حوالي 760 مليون دولار في البنية التحتية وذلك ببناء ملعبين جديدين وشبكة طرق حديثة لربط ملاعب البطولة، كما تم تجديد 4 ملاعب أخرى. وبالإضافة لذلك، رصدت الدولة ميزانية تتجاوز 20 مليون دولار لتنظيم البطولة.