الدوري الإنجليزي، مضرب المثل في إتقان التسويق والرعاية. منذ تحوله إلى البريميرليغ مطلع التسعينات وهو يقدم نظريات في صناعة كرة القدم يحاول استنساخها باقي العالم من شرقه إلى غربه.
في عام 2001 بدأ مصرف باركليز الشهير في رعاية البريميرليغ ليكون اسم الدوري “باركليز بريميرليغ”، وتحديداً في دورته الأولى (من 2001 إلى 2004) كان يطلق عليه باركلي كارد، إحدى المؤسسات التابعة لمصرف باركليز قبل أن تتحول الرعاية لاحقاً إلى باركليز منذ 2004 وحتى دورة الرعاية الحالية التي تستمر إلى نهاية الموسم ما بعد القادم 2015-2016.
غير أن أنباء راجت في الأسابيع الأخيرة تشير إلى عدم رغبة كبار التنفيذيين في البنك بالاستمرار في رعاية الدوري الإنجليزي بعد نهاية عقدهم الحالي.
مسؤلون كبار في مصرف باركليز قالوا أن الرعاية التي يدفع مقابلها البنك 40 مليون جنيه استرليني سنوياً أصبحت ليست ذات مردود قيّم داخل بريطانيا بحسب الديلي تيليغراف.
ويرى قادة البنك أن التضخم المتسارع في أسعار حقوق الرعاية في كرة القدم تعني أن رابطة الدوري ستطلب مبالغ أكبر بعد نهاية الفترة الحالية، علماً أن عقد باركليز الحالي لرعاية الدوري الإنجليزي كان قد ارتفع بنسبة 50٪ عن العقد السابق (من 82 مليون جنيه إلى 120 مليون جنيه).
وعزا المحللون ذلك إلى ارتفاع حقوق النقل التلفزيوني للدوري بشكل هائل من خلال بيع الحقوق الأخيرة مما سيكون لع تأثير على قيمة رعاية الدوري. مع الإشارة إلى أنه سيكون لزاماً على البنك دفع مصاريف إضافية لتفعيل الشراكة، مثل الإعلانات التلفزيونية والحملات الترويجية عبر مختلف الوسائل، وهو ما يقوم البنك فعلياً به.
ويعمل البنك العريق وفق رؤيته وأهدافه الجديدة إلى تقليل التكاليف وتوجيه الاهتمام لنواحي أخرى تخدم عملاؤه بأساليب تقنية حديثة.
وبحسب مصادر مقربة من مسؤولي البنك، لم يتوصل باركليز لقرار نهائي حول الاستمرار من عدمه، بيد أن قياديين كثر يرون أن الرعاية لا تقدم أي قيمة مضافة داخل بريطانيا خاصة مع كثافة إعلانات البنك في شوارع البلاد وانتشار اسم البنك على نطاق واسع جداً، وأن رعاية الدوري قد قامت بدورها على أكمل وجه وجاء الوقت للتركيز على جوانب أخرى.
وقالت مصادر في بنك باركليز للديلي تيليغراف أن رعاية الدوري الإنجليزي ساهمت بشكل كبير في التعريف بالبنك وتسويقه في آسيا وأفريقيا، ولكن البنك سيبحث عن أساليب أخرى للتعريف بنشاطاته خارج الحدود.
وتضاعفت عقود رعاية الدوري الإنجليزي منذ أول عقد رعاية في 1993 والذي بلغ 3 ملايين جنيه استرليني سنوياً آنذاك دفعتها شركة كارلينغ للحصول على حقوق رعاية الدوري، حتى وصلت إلى 40 مليون جنيه حالياً كما يوضح الرسم البياني في الأسفل. ويتوقع الخبراء وصولها إلى 50 مليون جنيه في العقد القادم، علماً أن باركليز لا يملك أفضلية التفاوض الحصري بعد نهاية عقده الحالي.