خزينة الكرة
في شفافية رائعة، نشر موقع نادي فلامنغو البرازيلي بياناً مدعماً بالأرقام عن إنجازات إدارة التسويق بالنادي في الأشهر الأخيرة.
حيث قال النادي في بيانه الموجه لجماهير الفريق، أن إدارة التسويق استلمت المهمة في يناير 2013 بهدف تحويل النادي لأحد أكبر أندية العالم. ولتحقيق ذلك لم يكن هناك بديل عن الإحترافية مع تطبيق الحوكمة واستقطاب أكفأ التنفيذيين وتحديد مهامهم وأهدافهم بوضوح.
واعتمد النادي الأحمر والأسود في خطته على ركيزتين أساسيتين: الحفاظ على مصداقية النادي بالوفاء بكافة التزاماته من عقود وديون وغيرها. وتسريع وتيرة نمو إيراداته لتوفير سيولة مباشرة يعاد استثمارها في تطوير فرق كرة القدم وإدارة النادي. لذا، فالخيار الأول كان التوجه إلى التسويق والعقود التجارية بالبحث عن الشركاء المتحمسين والواثقين بنادي فلامنغو وإدارته الجديدة.
وكانت البداية باستقبال أفكار واقتراحات متنوعة ورائعة من أعضاء النادي وشركائه ومشجعيه، تمت دراستها لاختيار ودعم أنسبها، ونجح النادي في تفعيل عدد منها.
الإرث الذي استلمته الإدارة بنهاية 2012
بنهاية 2012 بلغت إيرادات النادي 212 مليون ريـال برازيلي (82 مليون دولار)، أكثر من نصفها من إيرادات النقل التلفزيوني (54٪ منها).
لم يكن هناك راعي رئيسي ثابت لقميص النادي منذ 2010، وتعثر عدد كبير من الشركات التي تعاقد معها النادي ورخص لها لإنتاج منتجات تحمل شعار النادي.
إيرادات التذاكر كانت حوالي 12 مليون ريـال برازيلي في السنة (4.6 مليون دولار). ولا يوجد إيرادات من متاجر النادي الرسمية، ولم يكن يجني أي إيرادات كذلك من برنامج عضوية جماهير النادي، على عكس باقي أندية البرازيل.
موقف مالي سيء وفقدان للمصداقية والسمعة في السوق، مما أدى إلى رفع نسب الفوائد من قبل المقرضين.
ماذا حقق النادي في 2013-2014؟
تحسنت سمعة ومصداقية النادي، مما أدى إلى انخفاض تكلفة تمويله من قبل البنوك والمقرضين. ونجح النادي بالاستفادة من شركات استشارية لها خبرتها بتشغيل إدارة التسويق بتكلفة لا تتجاوز 1.5 مليون ريـال برازيلي (580 ألف دولار).
أطلق النادي برنامج الأحمر والأسود على مستوى البلاد للتسويق لبطاقات العضوية حتى بات أحد أكبر برامج العضوية في البرازيل بأكثر من 58 ألف مشترك وأسرعها نمواً.
النادي أصبح صاحب ثاني أكبر إيرادات من عقود الرعاية في البرازيل بتحقيق أكثر 50 مليون ريـال برازيلي (20 مليون دولار). ويتوقع النادي أن يجني 40 مليون ريـال برازيلي (15.5 مليون دولار) إضافية في 2015 من خلال تفعيله لبرامج متنوعة مع المحلات والمراكز المشاركة في برامج عضويته بما يحقق للنادي عوائد ناتجة من إقبال جماهيره للشراء من هذه المتاجر.
ومع حلول عام 2015 سيكون النادي قد ضاعف إيرادات الرعاية 3 مرات مقارنة بـ2012 بوصولها إلى حوالي 120 مليون ريـال برازيلي (47 مليون دولار). وأصبح فلامينغو هو النادي صاحب أعلى عقد رعاية أطقم في البرازيل. إيرادات الرعاية في 2012 كانت حوالي 40 مليون ريـال برازيلي، وقفزت في 2013 إلى 70 مليون ريـال برازيلي، وإلى أكثر من 90 مليون ريـال برازيلي في 2014.
وعمد النادي منذ منتصف 2013 إلى الاعتماد مجدداً على راعي رئيسي بدلاً من التعاقد مع رعاة مختلفين لكل مباراة وهي آلية معتادة في البرازيل. النادي منذ 2010 لم يكن يملك راعي رئيسي لقميصه. كذلك، وقع النادي عدة عقود صغيرة وبسيطة للفرق الأولمبية في النادي مما حقق عائداً وفتح آفاقاً لفرص واعدة مستقبلاً.
أما على صعيد مبيعات التذاكر والحضور الجماهيري، فقد تضاعفت إيرادات مبيعات التذاكر في 2013-2014 إذ حقق منها النادي 87 مليون ريـال برازيلي (34.5 مليون دولار) ليصبح الأعلى بين الأندية البرازيلية. وساهم في ذلك بيع التذاكر إلكترونياً، وإقامة بطولة كأس العالم 2014 في البرازيل. إضافة إلى كفاءة أعلى في عملية تسعير التذاكر.
في بداية 2013، لم يكن النادي يحقق أي إيرادات من متاجره الرسمية. ولكنه تمكن في نهاية 2013 من تحقيق أكثر من 2 مليون ريـال برازيلي (800 ألف دولار) من متاجره الرسمية، وحوالي 3 مليون ريـال برازيلي في 2014 (1.2 مليون دولار)، ويتوقع النادي أن يحقق النادي 4 مليون ريـال برازيلي في 2015 (1.6 مليون دولار). ذلك تحقق بفضل التعاقد مع شركة مختصة تولت مسؤولية التوسع وإدارة العلاقة مع الموزعين حول البلاد، ليصل عدد نقاط البيع الرسمية للنادي إلى 50 مركز في البرازيل، والهدف هو الوصول إلى 300 نقطة بيع في 2017. إنتشار المراكز سيعزز علاقة النادي مع جماهيره وإقبالهم على برامج العضوية. يشار إلى أن النادي مؤخراً افتتح أول فروع متجره في المطارات، وذلك في مطار سانتوس دومونت أحد أنشط مطارات البلاد.
وفي جانب ترخيص المنتجات، -أي الاتفاق مع شركات لإنتاج منتجاتها بشعار النادي مقابل مبلغ ثابت أو نسبة من المبيعات- فقد قلل النادي من عقود الشركاء المتعثرين، وحسن من آلية مراقبة المبيعات والتحصيل حتى ارتفعت الإيرادات لما بين 3 إلى 5 مليون ريـال برازيلي (1.2 – 1.8 مليون دولار)، ويسعى النادي حالياً إلى تقوية موقفه بالتعاقد مع شركات كبرى ومنها أديداس للوصول إلى الأسواق التي لم يتمكن من الوصول إاليها بعد.
بالمجمل، فإن الزيادة التي حققها النادي في إيراداته تحت إدارته الجديدة حوالي 150 مليون ريـال برازيلي (59 مليون دولار)، بدون احتساب إيرادات بيع عقود اللاعبين. ولكن إدارة النادي لن يكون بوسعها إعادة استثمار جزء كبير من هذه الإيرادات في المجال الرياضي حالياً، فالديون والقروض والضرائب والمحملة من الإدارات السابقة سيكون لسدادها الأولوية.
وهنا يمكنكم مشاهدة رسم بياني من صحيفة غلوبو البرازيلية الشهيرة، يوضح تطور إيرادات فلامنغو (بالأخضر) إضافة إلى انخفاض ديونه (بالأحمر) بشكل سنوي وذلك للفترة ما بين 2012 و2015، علماً أن الأرقام الموجودة هي بالريال البرازيلي.
