قبل يومين، دعا الاتحاد الإسباني جميع الأندية إلى الإضراب ابتداء من تاريخ 16 مايو، مايعني تعليق إقامة الجولتين الأخيرة في الليغا إضافة إلى نهائي كأس ملك إسبانيا، وهو ما تؤيده رابطة اللاعبين المحترفين الإسبانية، وتعارضه بشدة رابطة الدوري الإسباني. كل هذه الخلافات مصدرها المرسوم الملكي الخاص بحقوق وإيرادات النقل التلفزيوني.
الاتحاد الإسباني يأمل أن تراجع الحكومة المرسوم الملكي الصادر مؤخراً والذي ينص على بدء بيع حقوق نقل الليغا بشكل جماعي ابتداء من 2016-2017، وتم من خلاله تحديد حصة كل جهة وهو أحد مواضع الخلاف. ويريد الاتحاد اقناع الحكومة بعدم المضي قدماً في اعتماد قانون حقوق النقل التلفزيوني الجديد.
رابطة اللاعبين المحترفين ستحصل بموجب المرسوم الملكي على 0.5٪ من عوائد بيع الحقوق، وهو ما دعا رابطة اللاعبين للمطالبة بالإضراب وهي الدعوى التي لقت تأييداً من الاتحاد الإسباني بقيادة رئيس الاتحاد انخيل ماريا فيار، ومن مدربي أندية الدرجة الأولى والثانية، ولجنة الحكام.
رئيس رابطة اللاعبين المحترفين لويس روبيالس يعارض بشدة القانون الجديد، فهو يشعر أن رابطة اللاعبين قد وُضِعت بمستوى أقل من كرة القدم النسائية وأندية الدرجة الثالثة، كما تعارض رابطة اللاعبين بشدة توزيع الحقوق حيث أن الحصة المخصصة للكرة النسائية والرياضات الأخرى لا تتعلق بالليغا وكرة القدم على حد تعبير روبيالس.
وكانت رابطة اللاعبين قد عقدت مؤتمراً صحفياً لتوضيح موقفها وشهد حضور عدد من اللاعبين أبرزهم تشافي وكاسياس وانيستا وباريخو وكارلوس فيلا وبيكيه أكدت فيه أن المجلس الأعلى للرياضة لم يتشاور مع رابطة اللاعبين قبل إعلان مشروع القرار على الرغم من أنه أكد سابقاً على أنه سيقوم بذلك. مؤكدين أن هذا الإضراب لا يعد هجومياً، بل دفاعاً عن حقوق الرابطة.
ويرى المتابعون والمهتمون أن هذا الخلاف هو ذروة الصراع المستمر بين رئيس رابطة دوري المحترفين (خافيير تيباس) بتأييد من قبل رئيس المجلس الرياضي (ميغيل كاردينال) من جهة، وبين رئيس الاتحاد الإسباني (انخيل فيار) وبتأييد من رئيس رابطة اللاعبين (لويس روبيالس) من جهة أخرى.
هذا الصراع يشعله انتقال بعض الصلاحيات من الاتحاد للرابطة بموجب القانون الجديد بحيث يصبح تنظيم المسابقات من صلاحيات الرابطة وليس الاتحاد، كما سيتم بموجبه حرمان الاتحاد من الحصة التي يحصل عليه الاتحاد من العوائد الأسبوعية من تنظيم المسابقات الكروية والبالغة 4.5٪. كما استاء مسؤولو الاتحاد من كونهم الضامن الوحيد لديون الأندية بمواجهة السلطات الضريبية والضمان الاجتماعي. اتحاد الكرة وصف عدم استشارة الحكومة لهم قبل إصدار مشروع القرار بأنه “قلة إحترام”.
من جهتها، أصدرت رابطة الدوري الإسباني بياناً علقت فيه على الإضراب بقولها أنه مخالف للنظام، وأن المطالبات بتعديل نظام لا يمكن أن تكون سبباً كافياً لتنفيذ إضراب بقطاع خاص (قطاع كرة القدم). كما أن هذا الإضراب يعد خرقاً للاتفاقيات الموقعة بين رابطة الدوري ورابطة اللاعبين. كما أكد بيان رابطة الدوري أنهم سيصعدون الموضوع قضائياً للمحكمة العليا، وأنهم سيطالبون بالتعويض عن كل الأضرار التي لحقت بكل الجهات المتضررة.
وفي حال استمرار الإضراب، فإن الجولة 37 و38 من الليغا والتي يتوقع أن تكون حاسمة في تحديد بطل هذا الموسم لن تقام قبل شهر يونيو، كما أن نهائي الكأس المقرر في 30 مايو بين برشلونة وأتلتيك بلباو لن يقام كذلك.
وينفرد الدوري الإسباني من بين دوريات أوروبا الكبرى بأنه الوحيد الذي لا تزال الأندية تتفاوض فيه بشكل منفرد مع الشبكات التلفزيونية لبيع حقوق نقل مبارياتها، منا شكل فوارق ضخمة في المردودات المالية للأندية فيه حيث ينال برشلونة وريـال مدريد نصيب الأسد من هذه الأموال.