منذ ان تم الاعلان عن قضية الفساد في الفيفا والتى اعتتقلت فيها السلطات السويسرية عدد من مسؤولي الفيفا بدء القلق بين الرعاة الأساسيين للاتحاد الدولي لكرة القدم.
عندما ترتبط الشركات بعقود رعاية مع المنظمات الرياضية فإنها تسعى الى تحقيق مكاسب إيجابية يأتي في مقدمتها زيادة الوعي بالعلامة التجارية وتقوية صورتها وخلق الثقة بينها وبين الجمهور المستهدف من الرعاية بالاضافة للترويج للسلعة وبيعها.
في الاتجاه الاخر قد تواجه بعض الاخطار التى قد تسئ الى الصورة الحالية للشركة وتهز من سمعتها التى و يأتي في مقدمة هذ الاخطار فضائح الفساد في المنظمة الرياضية.
ونظرا لما للرياضية من إنتشار واسع واهتمام كبير فإن ظهور فضيحة الفساد في المنظمة الرياضية دائما ما يشهد تغطية إعلامية بارزة و واسعة وتتحول الرعاية في مثل هذه الحالات للجانب السلبي و تكون سبباً رئيسيا في تدهور صورة الشركة الراعية واهتزاز سمعتها وقد يمتد هذه التأثير لسنوات طويلة تتكبدها هذه الشركة حتى تنجح في التغلب على هذه الأثر السلبي و السيء.
فضيحة الفساد داخل اورقة الفيفا تأخذنا الى ماحدث داخل اورقة اللجنة الاولمبية الدولية والتى أثيرت قبل إقامة دورةالألعاب الأولمبية الشتوية لسنة 2002 في مدينة سالت لايك الأمريكية Salt Lake City حيث أنتشر في الاعلام تلقى بعض اعضاء اللجنة الاولمبية لهدايا من المدن المتقدمة لاستضافة الالعاب الاولمبية بهدف الحصول على حق الاستضافة.
وبالرغم من هذه الانتشار الا ن اللجنة الاولمبية لم تبذا اي مجهود لاجراء اى تغيرات في هياكلها لمنع هذه الفضيحة من الحدوث مرة ثانية ، شركة جون هانكوك احد كبار الرعاة في ذلك الوقت اهتمت بالامر بصفة خاصة حتى انها صرحت بأن غياب الاصلاح في اللجنة قد يهشم صورة الالعاب الاولمبية ويقلل من قيمة استثمارات الشركة في الرعاية وصرح رئيس التنفيذي للشركة بقولة ( نعتقد بأنه اذا مرت هذه الفضيحة دون حل فسوف تصاب علامتنا التجارية بضرر كبير). وأصرت الشركة على اجراء اصلاحات هيكلية في اللجنة الاولمبية وهددت بالقيام بحملة بين الرعاة ودعوتهم بالانسحاب من رعاية الدورة ان فشلت اللجنة في ذلك.
تحت هذا الضغط الشديد دعت اللجنة الاولمبية الى اجتماع خاص اتخذت فيها عدت قرارات معلنة للاصلاح بعد ان عاشت اللجنة مائة عام في سرية تامة واهتمام بمصالحها فقط.
وكان من ابرز قرارات الاصلاح الطلب من اعضائها المثول بصفة منتظمة لاعادة الانتخاب و الامتثال للشفاقية المالية . كذلك وافقت اللجنة على اضافة فقرة اخلاقية في اتفاقية الرعاية للالعاب الاولمبية تسمح للرعاة بالانساحب اذا هم تورطوا في اي سلوك غير اخلاقي و سميت هذه الفقرة بفقرة “هانكوك”.
مايحدث في اروقة الفيفا يشبه تماما ماحدث قبل 15 سنة للجنة الاولمبية وبدءت الشركات الراعية للفيفا بالمطالبة بتنفيذ إصلاحات للتخلص من مخلفات فضيحة الفساد، وأكدت أن الفيفا بحاجة إلى “ميثاق أخلاقي قوي”. وإن إنتشار الفساد في قلب مظلة كرة القدم الاولى في العالم “ليست في مصلحة اللعبة”.
للتواصل مع الكاتب في تويتر @moslleh