خزينة الكرة
لا حديث كروي في السعودية حالياً يعلو صوته على القرار التاريخي بلعب مباراة كأس السوبر السعودي في العاصمة البريطانية لندن بين الهلال والنصر.
القرار تاريخي بكل المقاييس، فبالإضافة لكونها ديربي مرتقب في مطلع الموسم، فهي ستكون المرة لأولى التي تلعب فيها مباراة في مسابقة محلية خارج الأراضي السعودية.
الأسبوعين الماضية شهدت أراء تشيد وأخرى تعارض القرار، ومن الطبيعي أن لكل قرار سلبيات وإيجابيات، ونحن سنحاول هنا في خزينة الكرة إلقاء الضوء على ما يحيط بهذه المباراة التاريخية من مختلف الزوايا.
الفكرة
كأس السوبر السعودي هي بطولة أقرها الاتحاد السعودي قبل أكثر من موسمين، وهي مباراة تلعب بين بطل الدوري وبطل كأس خادم الحرمين الشريفين. البطل يحدد من مباراة واحدة تقام على أرض بطل الدوري. النسخة الحالية (الثالثة) تقرر إقامتها في لندن وتحديداً ملعب لوفتس رود (ملعب نادي كوينز بارك رينجرز). في خطوة شرح الاتحاد السعودي أسبابها وأهدافها كما يلي:
- تسليط الضوء على المنافسات الكروية السعودية وتقديمها بصورة جيدة للعالم .
- إبراز قدرات اللاعبين السعوديين ومواهبهم وإظهار الصورة الناصعة لأبناء الوطن.
- العائد المادي المناسب للناديين ولاتحاد اللعبة.
- استثمار هذه المناسبة للتسويق الجيد للاعب والنادي والمنافسة مما يعود بفوائد عديدة على الجميع.
- منح الفرصة لأبنائنا المبتعثين والاشقاء العرب والاصدقاء من كافة دول العالم لمتابعة هذا المباراة.
- ملائمة الأجواء ومناسبة ذلك مع معسكري فريقي النصر والهلال الخارجيان.
- استجابة للطلب مقدم من الناديين.
ويشار إلى أن شركة صلة الرياضية هي الشركة المسوقة للاتحاد السعودي لكرة القدم، وهي من تولى تسويق وتنظيم المباراة بالتعاون مع عدة جهات خارجية.
الملعب
يتسع ملعب لوفتس رود لأكثر من 18 ألف مشجع، ويضم 18 غرفة خاصة لكبار الشخصيات (VIP Box). وبحسب آخر الأنباء فقد تم بيع كامل تذاكر المباراة التي تراوحت أسعارها بين 150 ريال تقريباً وصولاً إلى 2000 ريال. كما تم حجز كامل البوكسات الخاصة والتي تنقسم لعدة فئات تبدأ أسعار أقلها من 45 ألف ريال ويصل أعلاها إلى 150 ألف ريال.
واختلفت المصادر في تقدير تكلفة إيجار الملعب التي دفعت لنادي كوينز بارك رينجرز، علماً أن الاتفاق ينص على حصول الشركة المنظمة (شركة صلة) على كامل الإيرادات، مقابل حصول النادي الإنجليزي على مبلغ مقطوع لا يتوقع بأن يتجاوز مليون جنيه استرليني.
الرعاة
نجحت شركة صلة الرياضية بالتوقيع مع عدد من الشركات الراعية للمباراة. فبالإضافة للراعي الرسمي للاتحاد السعودي لكرة القدم وبطولاته شركة الاتصالات السعودية، والناقل الرسمي MBC Pro Sport، تم الكشف عن 9 رعاة آخرين من قطاعات مختلفة هم شركتين من قطاع التأمين (التعاونية وبوبا العربية)، وشركتين من قطاع العطور (العربية للعود ودرعة)، فندق كورنثيا، مشاريع الأرجان العقارية، البريد الممتاز، شركة الجبر (سيارات كيا)، زيوت موبيل 1 للسيارات.
الإيرادات
ورقة الرهان الأقوى في عملية نقل المباراة من الرياض إلى لندن هي إمكانية مضاعفة العوائد المالية المحتملة للمباراة وذلك من مصدرين رئيسيين هما الحضور الجماهيري ورعاة المباراة.
رئيس الاتحاد السعودي أحمد عيد قال في تصريحات تلفزيونية أن عوائد المباراة يتوقع أن تتجاوز 10 مليون ريال، وبتحليل العديد من البيانات المتوفرة من عدة مصادر فإن أكثر التوقعات تحفظاً تشير إلى تحقيق ما بين 12 إلى 13 مليون ريال على أقل تقدير.
النقل التلفزيوني
النقل التلفزيوني لمباراة كأس السوبر السعودي يندرج تحت حقوق شبكة MBC Pro Sport، كما سيقوم تطبيق وموقع دوري بلس من شركة الاتصالات السعودية بنقل المباراة على شبكة الإنترنت.
التوزيعات والجوائز المالية
بحسب لوائح الاتحاد السعودي، فإن بطل ووصيف كأس السوبر لا يحصلان على أي جوائز مالية، ولكن نقل المباراة إلى لندن سيؤدي لتحقيق عوائد مالية ضخمة تمكن الاتحاد من تقديم مبالغ مجزية للأندية كما سيحصل الاتحاد على جزء من هذه الإيرادات.
وتقدر العوائد التي سيحصل عليها الاتحاد السعودي لكرة القدم بنحو 5 مليون ريال، فيما سيحصل كل من فريقي النصر والهلال على قرابة مليوني ريال سعودي.
التكاليف المالية
بالإضافة إلى تكاليف إيجار الملعب والمبالغ المقدمة لاتحاد الكرة والناديين، فإن عدة تكاليف أخرى تظهر على السطح. فشركة صلة المسوقة للمباراة ستكون مسؤولة عن إقامة أعضاء الفريقين ونقلهما بطائرة خاصة من معسكريهما بالنمسا إلى لندن، كما أن للشركة فريق عمل متواجد في لندن، بالإضافة إلى توقيعها مع جهات تتعهد بتنظيم الأمن وأخرى لخدمات الضيافة.
صحيفة مكة قدمت في الرسم أدناه تصوراً لإجمالي هذه التكاليف:
وعلى الطرف الآخر، فإن الاتحاد السعودي لكرة القدم لديه مصاريف متعلقة بالمباراة من إعاشة واستضافة وسفر وغيره لأعضائه وضيوفه ينوقع أن تصل إلى 930 ألف ريال كما يوضح الرسم التالي:
