ماذا تستفيد أديداس من توقيع عقد الرعاية التاريخي مع مانشستر يونايتد

دشن مانشستر يونايتد طقمه الجديد الخاص بالموسم القادم من تصميم شركة أديداس، وهو ما يمثل انطلاقة شراكة ستمتد لـ10 سنوات بين النادي الأحمر العملاق وشركة الملابس الرياضية العملاقة. أصدقائنا في حساب “حلم مانشستر” على تويتر “@MUFCAR” شاركونا بقراءة عن عقد الرعاية والنتائج التي ترجوها أديداس منه.

مقدمة

في الأول من أغسطس 2015 انتهت شراكة التزويد بالمستلزمات الرياضية بين مانشستر يونايتد وشركة نايكي الأمريكية بعد عقد امتد لمدة 13 عام كان مهندسه في ذلك الوقت بيتر كينون وهو أشهر من نار على علم في عالم كرة القدم.

و مع نهاية تلك الشراكة بدأت شراكة أخرى هي أول عقد رعاية في تاريخ كرة القدم يتجاوز مجموع قيمته مليار دولار أمريكي، كانت بين عملاق التصنيع الألماني وغريم نايكي التقليدي شركة اديداس. مهندس الصفقة هذه المرة كان إد وودوارد و الذي له الفضل في العديد من صفقات الرعاية التي اوصلت عائدات مانشستر يونايتد لأرقام فلكية مقارنة ببقية كبار كرة القدم.

وقد يطرح تساؤل كيف لأديداس أن تدشن طقمها الجديد قبل أسبوع من بداية الموسم الجديد و عدم استغلال أي مباراة تحضيرية للفريق، حيث أن المباراة القادمة ستكون ضد توتنهام هوتسبير في الجولة الاولى من البريميرليج. ويعود السبب في ذلك لأن السنة المالية لمانشيستر يونايتد عند توقيع العقد مع شركة نايكي في عام 2002 كانت تنتهي في 31 يوليو، و بهذا التاريخ تنتهي كل العقود و الاتفاقيات. و قد حاولت شركة أديداس شراء شهر يوليو 2015 من نايكي التي رفضت و أُجبر مانشستر يونايتد على ارتداء أطقم من الشركة الأمريكية في الجولة التحضيرية التي لعب خلالها 4 مباريات.

العودة للشراكة

سبق لشركة أديداس تزويد الأطقم لنادي مانشستر يونايتد في فترة سابقة كانت بين 1980 و 1992. و الزِّي الحالي مستوحى من طقم الفريق في عام 1982.

قد لا تكون تلك الفترة ذهبية بمعنى الكلمة فالفريق فيها كان يترنح في مراكز الوسط قبل أن يستلم السير أليكس فيرغسون قيادة الفريق، و لكنها بدون شك كانت فترة مميزة للفريق شهدت تحقيق بطولة كاس إنجلترا 4 مرات وكأس الرابطة مرة واحدة بالإضافة إلى بطولة أوروبا للأندية أبطال الكؤوس.

و تعلق في ذاكرة مشجعي الشياطين الحمر العديد من اللقطات المحفورة في الذاكرة. فمن ينسى عندما سجل نورمان وايتسايد كأصغر لاعب يسجل في نهائي كأس انجلترا في عام 1983 أو ملحمة بريان روبسون وزملاؤه ضد برشلونة مارادونا في 1984 أو نهائي بطولة الأندية الأوروبية أبطال الكؤوس في أمستردام 1991 والتي سجل فيها مارك هيوز مدرب ستوك سيتي الحالي هدفين ليحقق السير أليكس فيرغسون أول بطولة لنادي إنجليزي بعد انتهاء الإيقاف الذي فرضه الاتحاد الأوروبي جماعياً على أندية إنجلترا بعد كارثة هيسل.

ولكن، ماذا تستفيد أديداس من عقدٍ يمتد لـ10 سنوات وبمبلغ يحطم الأرقام القياسية ويقدر بـ750 مليون جنيه استرليني؟

تتوقع الشركة الألمانية العملاقة فوائد تتجزء على 3 أشكال:

1. زيادة الوعي في العالم بعلامتهم التجارية.
2. تعزيز مكانتهم وأفضليتهم ضد نايكي.
3. ربح مباشر من الزي الرسمي وغيرها من السلع ذو العلامتين التجاريتين.

زيادة الوعي بعلامتهم التجارية

علق الرئيس التنفيذي في أديداس هيربرت هاينر حيث قال: “هذه الصفقة ستساعدنا على تعزيز قوتنا ومركزنا في السوق العالمي حول العالم” مانشستر يونايتد من أكبر الأندية شهرة في العالم برقم تقريبي يبلغ 659 مليون مشجع ومشجعة، ويحظى النادي بشعبية كبيرة في شرق آسيا وأمريكا. مما يعني إذا افترضنا أن 2% فقط من جمهور اليونايتد في العالم ليسوا مدركين بشركة أديداس، فسيصل صيت الشركة الى 13 مليون مشجع إضافي بسبب عقد الرعاية هذا. اذا افترضنا أن 20% من هؤلاء سيشترون الزي الرسمي لليونايتد وغيرها من الأزياء التي ستنتجها الشركة، فستكسب الشركة 520,000 عميل إضافي. واذا افترضنا أن كلاً من هؤلاء سيجلب معه 50 جنيه استرليني كأرباح للشركة سنوياً، فالمجموع لـ 10 سنوات سيبلغ 260 مليون جنيه استرليني.

تعزيز المكانة والأفضلية ضد نايكي

أما الذين يدركون بوجود أديداس، سيساعدون الشركة بطريقة أخرى، وذلك بإختيارهم شراء منتجات الشركة بدلاً من نايكي. مثلاً، بعضاً من الـ659 مليون مشجع سينتقلون من متاجر نايكي الى المتجر الذي يرعى فريقهم، خاصة إن استطاع النادي أن يجعل المشجعين هدفاً لأديداس تستطيع من خلاله أن تنتج المنتجات ذات الطلب. ونظراً لحجم مانشستر يونايتد ومشجعيه، هذه الصفقة ستعطي أديداس ميزة تنافسية على نايكي.

الربح المباشر

جزء من الإتفاقية تقول بأن أديداس عليها أن توفر الزي الرسمي لكل الفرق السنية للنادي إضافة الى سلع خاصة بالنادي. إضافة إلى ذلك، أديداس لديها حقوق حصرية ببيع السلع ذات العلامتين التجاريتين (مانشستر يونايتد وأديداس) حول العالم. نفترض إذاً أن الرئيس التنفيذي هيربرت هاينر كان على حق عندما قال “نتوقع أن تصل المبيعات 1.5 بليون جنيه استرليني خلال فترة شراكتنا.”

من خفايا و اسرار العقد

1. البيان الصحفي المشترك لإعلان عقد الرعاية أشار إلى أن أديداس ستقدم 750 مليون باوند (على الأقل) بعقد يمتد لعشر سنوات، ويشمل ذلك تعديلات تستند على بعض البنود.
2. ستقدم أديداس مبلغ 4 مليون باوند إضافية “بونس” لمانشستر يونايتد في حال تحقيقه بطولة الدوري الانجليزي الممتاز او بطولة كاس الاتحاد الانجليزي لكرة القدم أو دوري أبطال أوروبا.
3. يحق لشركة أديداس استقطاع 30٪ من قيمة الرعاية في حال غياب الفريق عن المشاركة في دوري أبطال أوروبا لموسمين متتاليين، و يبدأ هذا الشرط الجزائي من هذا الموسم.
4. يحق لاديداس خصم 50٪ من مبلغ الرعاية في حال هبوط النادي من الدرجة الممتازة.

العقود طويلة الامد، سلاح ذو حدين

توقيع العقد لمدة طويلة يضمن للنادي وجود مداخيل ثابتة سنوياً، لكن من سلبيات هذه العقود هي أنه في فترة نهاية العقد فإن النادي يحصل على مبلغ هزيل مقارنة بالمنافسين.

فعلى سبيل المثال، في الموسم الماضي كان ريـال مدريد يحصل على 31 مليون، تشيلسي وأرسنال 30 مليون، برشلونة 27 مليون. بينما حصل مانشستر يونايتد على مايقارب 24 مليون باوند فقط.

وفي السنوات الخمس القادمة على الأقل سيحصل اليونايتد على مايقارب ضعف مايحصل عليه الأندية المذكورة أعلاه. وعند قرب انتهاء عقد مانشستر يونايتد، فإن الأندية ستحصل على عقود جديدة بمبالغ أعلى، مما يعطيهم أفضلية سواء في التعاقد مع اللاعبين أو قواعد اللعب المالي النظيف.

بالتأكيد حينها سيكون هناك مفاوضات لعقد جديد لكن هل سيكون النادي في وضع يسمح له بالتفاوض للحصول على مبلغ أقوى؟ هذا كله يعتمد على إنجازات النادي في السنوات القادمة.

حقوق بيع البضاعة و ماذا تضيف لمانشستر يونايتد

ضمن شروط العقد الجديد، يحتفظ مانشستر يونايتد بحق تصنيع وبيع البضاعة التي تحمل شعار النادي ماعدا مستلزمات الملابس والتدريبات بعد أن كان يحصل على 50٪ من العوائد تحت عقد رعاية نايكي.

سيكون بإمكان مانشستر يونايتد تصنيع وبيع بضائع مختلفة كساعات الحائط و أكواب القهوة وغيرها وتحمل تكاليف التصنيع واستلام 100٪ من العوائد، و تشير التقارير إلى أن مبيعات الفريق في العام الماضي وصلت إلى 5 ملايين قطعة بضاعة مختلفة منها فقط مليونين قميص.

لزيارة حساب “حلم مانشستر” على تويتر الرجاء الضغط هنا.