خزينة الكرة
هزت فضيحة الانبعاثات التي ضربت شركة السيارات الألمانية العملاقة فولكسفاجن قطاع الأعمال والمؤسسة السياسية في ألمانيا، ولكن هل سيكون تأثيرها بعيداً عن كرة القدم؟
وكان الرئيس التنفيذي لفولكسفاجن قد قدم استقالته يوم الأربعاء بعد فضيحة الغش في اختبارات قياس الانبعاثات لسياراتها التي تعمل بالديزل في الولايات المتحدة، إذ أكدت وكالة حماية البيئة الأمريكية إن الشركة قد تواجه غرامات تصل قيمتها الي 18 مليار دولار أو أكثر من كل أرباحها التشغيلية للعام الماضي، ما دفع فولكسفاجن بالفعل لتجنيب مخصصات بقيمة 6.5 مليار يورو.
ومن غير المستغرب أن يكون لهذه الفضيحة تأثير على نشاط الشركة في كرة القدم، وتحديداً في البوندسليغا الذي تنفق فيه الشركة مئات الملايين من اليوروهات سنوياً، لا سيما مع احتمالية وصول الغرامات والتعويضات لمليارات اليوروهات، ما يعني أن الشركة ستكون مضطرة لمراجعة أنشطة الرعاية التي تنفذها.
الشركة العملاقة فولكس واجن تملك نادي فولفسبورغ، وصيف البوندسليغا الموسم الماضي وحامل لقب كأس ألمانيا وكأس السوبر الألماني، وتضخ قرابة 100 مليون يورو سنوياً في خزائن النادي. الشركة كذلك تملك عبر وحدتها التابعة لها “أودي” أسهماً في عملاق البوندسليغا بايرن ميونخ والصاعد حديثاً إنغولشتاد، كما أنها أحد رعاة كأس ألمانيا الرئيسيين. وبخلاف ذلك، فإن فولكس واجن تملك عدة عقود رعاية مع مجموعة كبيرة من أندية الدوري الألماني بدرجتيه الأولى والثانية مثل هامبورغ وشالكه وغيرهم.
وبحسب خبراء تحدثوا لوكالة رويترز، فإن الشركة ستعاني ضغوطات مالية لا محالة، ومن الطبيعي جداً أن العمل على توفير الأموال سيجعل الشركة تنظر إلى قطاع الرعاية الرياضية، ومن المؤكد أن المبالغ المدفوعة للرعاية الرياضية ستكون تحت المراجعة في ظل المبالغ التي أعلنت الشركة عن تجنيبها للتعامل مع الغرامات المتوقعة والتي سيكون لها تأثير مؤكد أداء الشركة مالياً وإدارياً.
وقال مدير المعهد الألماني للتسويق الرياضي أنه حين تعاني أي شركة مالياً، فإن المصاريف التسويقية تكون عادة على رأس قائمة ما يجب التخلص منه. ولكن ذلك تواجه صعوبة من ناحية أخرى وهي الارتباط التاريخي لفولكس واجن بالثقافة الألمانية، ما يجعل التخلص من عقود رعاية الأندية الألمانية قراراً صعباً على الشركة، وقراراً قد يزيد التأثير السلبي على صورتها لدى عامة الناس.
ورغم توقعات خبراء التسويق أن تقوم فولكس فاجن بتقليص مصاريفها التسويقية الموجهة لكرة القدم، إلا أنهم يرون صعوبة في التخلي تحديداً عن ملكية نادي فولفسبورغ والذي يعتبر أحد أصول الشركة القيمة، إلا أنه من المتوقع أن يخفض دعم الشركة السنوي الممثل بعقود الرعاية لفولفسبورغ من 80 مليون يورو إلى نحو 30 مليون يورو حسبما أوردت صحيفة بيلد الألمانية.
وتقدر قيمة إنفاق فولكس واجن على الرعاية في قطاع الرياضة عموماً بمئات الملايين من اليوروهات سنوياً، وبعيداً عن رعاياتها المتعددة في البوندسليغا، فالشركة تقوم برعاية عدة أندية في أوروبا وخارجها مثل أتلتيكو مدريد وفالنسيا وفيورنتينا، فيما ترعى محلياً نادي الهلال. كما أن شركة أودي التابعة لها ترتبط بعقود رعاية رفيعة المستوى مع بايرن ميونخ وريـال مدريد وبرشلونة وإي سي ميلان وغيرهم.
