كرة القدم لم تعد مجرد منافسة بالملعب وتمويل من مصادر الدخل التقليدية. الأندية لم تعد تبحث عن الانتصارات لتفرح جماهيرها فحسب، بل باتت الانجازات والتأهل لبعض المسابقات تمثل نقلة نوعية مالية للنادي، وأحد أكبر الأمثلة على ذلك ما تجنيه أندية دوري الدرجة الأولى في إنجلترا في حال نجحت بالتأهل للدوري الممتاز “البريميرليغ”.
وعلى الرغم من عدم إمكانية معرفة وقياس القيمة المستقبلية لبعض أنواع الحقوق (النقل، الرعاية، التذاكر) بسبب ارتباطها بشكل مباشر بالأداء الرياضي للنادي، إلا أن لها قيمة حالية يمكن تسييلها، وهذا ما تفعله شركة سبورت ريسك المتخصصة بإدارة المخاطر الرياضية للأندية وتمويلها، فما الذي تفعله هذه الشركة؟
مع حلول منتصف الموسم تقريباً، فإن الفريق الذي يقبع مثلاً في ثاني الترتيب في دوري الدرجة الأولى يقع بين احتمالين هي التأهل للدرجة الممتازة، أو فقدان التأهل والبقاء في الدرجة الأولى. الفارق بين التأهل وعدمه يساوي على الأقل 64 مليون جنيه استرليني من إيرادات النقل التلفزيوني. ومع اقتراب فترة الانتقالات الشتوية، فإن النادي يحتاج إلى المال لتدعيم فريقه سعياً للتأهل لدوري الأضواء، والحصول على حصة من كعكة أموال البريميرليغ.
لذلك، تأتي شركة سبورت ريسك في هذه الفترة، وتوقع عقداً مع النادي المنافس على التأهل لتشتري نسبة من إيراداته المستقبلية في البريميرليغ سواء تمكن من التأهل أو لم يتمكن. وبناء على مركزه في الدوري، تقوم الشركة بتمويل النادي بمبلغ 2.5 مليون جنيه استرليني تساعد الفريق لتدعيم صفوفه في الشتاء، على أن يقوم النادي بتسديد مبلغ 5.1 مليون جنيه استرليني للشركة في حال تأهله، أما في حال فشله بالتأهل فإنه غير مطالب بدفع أي شيء للشركة، وهذا ما يسمى بـ “شراء الحقوق المستقبلية”.
النادي يستفيد من هذه الوسيلة لتوفير مصدر تمويل للنادي، وفي نفس الوقت لتقليل خطر البقاء في الدرجة الأولى. فهو يحصل على جزء من حقوقه المستقبلية بوقت مبكر لتحسين فرصه في التأهل.
الرسم التالي يوضح الآلية بشكل مختصر.
وكنا في وقت سابق قد نشرنا نوع آخر من عمليات تقليل المخاطر التي تتبعها الأندية وهي “التأمين ضد سوء النتائج” والتي يمكنكم الإطلاع عليها بالضغط هنا.