الأندية الإيطالية تخسر الكثير بسبب عدم الاستفادة من المشجعين، وتحويل يوم المباراة إلى تجربة مثيرة. صحيفة لا غازيتا ديلو سبورت الإيطالية العريقة ناقشت هذه القضية مستعينة بدراسات وأرقام حديثة، سننقل لكم في خزينة الكرة أهم ما جاء فيها.
على الرغم من أن إيطاليا أحد المواطن العظيمة لكرة القدم، إلا أن أنديتها فشلت في الاستفادة من الشغف والقواعد الجماهيرية الكبيرة والرائعة لها لزيادة إيراداتها من خلالها. وهذا يظهر من خلال الفوارق الواضحة والكبيرة في الإيرادات بين الأندية الإيطالية وأندية أوروبا الكبرى.
ولو توجهنا بالأرقام إلى مداخيل يوم المباراة، فإنها تشكل 11% من إجمالي إيرادات أندية الدوري الإيطالي البالغة 1.7 مليار يورو لموسم 2013-2014، مقارنة بالدوري الإسباني التي تشكل فيها مداخيل التذاكر 20% من أصل 1.9 مليار يورو، وفي البوندسليغا الألماني 21% من إيرادات تبلغ 1.9 مليار يورو، وأخيرا تشكل التذاكر 19% من إجمالي إيرادات البريميرليغ البالغة 3.9 مليار يورو.
وفي تقرير نشرناه مطلع هذا الموسم، لاحظنا انخفاض الإقبال على شراء التذاكر الموسمية للأندية، حيث تستطيعون العودة للتقرير المفصل عبر الضغط هنا.
وقالت الصحيفة الوردية أن مسحاً أجري في 2015 قد كشف أن 93% من مشجعين كرة القدم في إيطاليا وصفوا أنفسهم “بالمتحمسين والشغوفين” بكرة القدم. وفقط 18% من هؤلاء يحضرون المباريات في الملاعب، كما أن 65% منهم لا يشترون أي منتجات خاصة بناديهم.
والتقت لاغازيتا بالسيد أليساندرو فيدوسي، أحد منسوبي شركة ديلويت الاستشارية، الذي رفض أن يعتبر الوضع ميئوساً منه، مشيراً إلى أن المشجعين سيكون لديهم الاستعداد لدفع المال والحضور للملاعب في حال تحسنت البنى التحتية لها، مؤكداً أن الشغف بكرة القدم في إيطاليا يقارن بأكبر دوريات أوروبا، ولكن البنية المناسبة غير موجودة.
وأضاف فيدوسي “السلوك السلبي للأندية تجاه تقديم الخدمات اللازمة والكافية لتطوير البنية التحتية تسببت بعزوف الجماهير وإعراضهم عن حضور المباريات نتيجة عدم تحقيق تطلعاتهم. وإذا اهتم الدوري الإيطالي بتطوير تجربة الحضور للملاعب للمشجعين، فإنه سيكون بمقدور الدوري أن يكون قادراً بشكل أفضل على استثمار ولاء الجماهير وتحقيق مصدر دخل جديد”.
أعلن قطبا مدينة ميلانو إي سي #ميلان و #انتر_ميلان عن افتتاح متجر ملعب سان سيرو خلال أيام والذي سيبيع منتجات الناديين pic.twitter.com/EW7WlQNjVW
— خزينة الكرة (@Kooreasury) September 7, 2015
وكشفت دراسة استقصائية أخرى أن 86% من المشجعين مستعدين لتغيير عاداتهم تجاه حضور المباريات في حال تحسن حالة الملاعب. كما أن 69% من المشجعين على استعداد لدفع مبالغ إضافية لشراء التذاكر والتذاكر الموسمية ولكن بشرط تحسن بيئة الملاعب وتجربة حضور المباريات.
وأبانت ذات الدراسة أن 61% من مشجعي أندية الدوري الإيطالي أقروا بأنهم لا يمانعون من دفع حتى 250 يورو سنوياً لشراء منتجات أنديتهم، فيما أبدى 27% استعدادهم لدفع ما بين 250-500 يورو سنوياً لشراء منتجات النادي. أما من لديهم الاستعداد لدفع 1000 يورو سنوياً فبلغت نسبتهم 12%.
من جهته، يرى ريكاردو رافو من ديلويت أن أحد أهم أسباب ضعف مداخيل يوم المباراة للأندية الإيطالية هو الذهنية الإيطالية. فعلى عكس دول أخرى، هناك ارتباط ضعيف في إيطاليا بين الشغف الكروي وإنفاق المال على حد تعبيره. ويضيف ريكاردو “المشجعين الإيطاليين شغوفين ويعيشون الإثارة الرياضية، ولكن لديهم فتور تجاه الجانب التجاري منها وتجاه مبادرات الأندية في هذا الخصوص”.
لذا، فإن خلاصة القول أن الحل هو جذب الجماهير عبر توفير بيئة وتجربة محسنة ليوم المباراة، خصوصاً بوجود بدائل أسهل وأقل تكلفة مثل متابعة المباراة في المنزل أو المقهى أو البار. تحسين بيئة الملاعب وتجربة حضور المباريات تشمل وجود أنشطة مصاحبة مثل متاحف الأندية والمطاعم القريبة والمتجر الرسمي وأشياء أخرى متنوعة.
وأخيراً، ختم فيدوسي حديثه بقوله “بناء ملاعب جديدة كما فعل يوفنتوس وكما ينوي روما أن يفعل ليس أمراً ضرورياً، فهناك وسائل أقل تكلفة توصلنا لنفس الهدف المنشود –زيادة دخل الملاعب-، وذلك بأن تتواصل الأندية بشكل أفضل مع جماهيرها. الأندية ينبغي أن تفهم جماهيرها بشكل أفضل وتوفر لهم ما يحتاجون بسعر مناسب”.
وتشهد ملاعب الأندية الإيطالية في الفترة الأخيرة بعض الاهتمام –على استحياء- لتطويرها، فبعد تجربة بناء نادي يوفنتوس لاستاده الخاص، بادر نادي روما بالعمل على مشروع ملعبه الخاص وقطع شوطاً متقدماً في الخطط المتعلقة بالمشروع. كما أن قطبي ميلانو إي سي ميلان وإنتر ميلان قد اجتمعا لأكثر من مرة في سبيل التخطيط لمستقبل ملعبهم المشترك استاد سان سيرو بعد أن ألغى ميلان خطة بناء ملعب خاص به.
من جانبه، يفتتح قريباً جداً استاد نادي أودنيزي المجدد “فريولي” والذي يتسع لـ25 ألف مشجع، والذي تم تجديده وتطويره ليقدم تجربة فريدة للجماهير. الملعب سيطلق عليه اسم “داسيا أرينا فريولي” بعد أن وقعت شركة سيارات داسيا عقداً لرعاية حقوق اسم الملعب يقدر بـ500 ألف يورو سنوياً لـ5 سنوات وبمجموع 2.5 مليون يورو، علماً أن الشركة هي الراعي الرئيسي للنادي منذ 2009.
أعلن #أودنيزي الإيطالي أن سيارات @DaciaItalia الراعية له منذ 2009 حصلت على حقوق اسم ملعبه المجدد داسيا أرينا فريولي pic.twitter.com/0deSh5Eyfv
— خزينة الكرة (@Kooreasury) January 12, 2016
أما نادي كالياري فكشف عن خطط ملعبه الجديد الذي سيحل مكان ملعبه الحالي الذي سيهدم في 2017 على أن يكون الاستاد الجديد جاهزاً في 2019 بسعة 21 ألف مشجع وتكلفة 55 مليون يورو.
كشف نادي #كالياري الإيطالي عن تصميم ملعبه الجديد الذي يهدف لأن يفتتح في 2019 بسعة 21 ألف مشجع وتكلفة 55 مليون يورو pic.twitter.com/dL2YYLQvbi
— خزينة الكرة (@Kooreasury) December 19, 2015
نادي إمبولي هو الآخر قدم خططه لمجلس المدينة وذلك لمشروع بناء ملعب جديد يتسع لقرابة 17,500 مشجع.
نادي #إمبولي الإيطالي قدم خططه لمجلس المدينة لمشروع بناء ملعب جديد يتسع لنحو 17٫500 مشجع pic.twitter.com/yeGtAUk9F1
— خزينة الكرة (@Kooreasury) December 22, 2015