كرة القدم أصبحت تدار كما تدار كبرى شركات العالم، والأندية وكذلك المنتخبات والاتحادات المحلية لديها مصروفات واضحة وإيرادات واضحة. إلا أن بعض الفترات تتطلب إنفاق مبالغ استثنائية مثل المكافآت للاعبين عند تحقيق منجز. وفي العادة تمول المكافآت من الجوائز المالية للبطولة، ولكن في أحيان كثيرة تفوق المكافآت الموزعة على اللاعبين ما حصل عليه النادي أو المنتخب من جوائز مالية، فكيف يتم تمويل ذلك بطريقة آمنة؟
في البطولات الكبرى توزع جوائز مالية كبيرة على المنتخبات، فبطل يورو 2016 مثلاً يمكنه تحقيق 27 مليون يورو بتحقيقه الكأس، وهو مبلغ يفوق بكثير مجموع ما سيتم توزيعه من مكافآت للاعبين والتي لن تتجاوز الـ10 مليون يورو، ولكن في البطولات الأقل ثراء اتجهت الأندية والمنتخبات فيها لاستخدام وسائل وأدوات مالية كالتأمين والتحوط لتنقذ نفسها من مخاطر الوجه الآخر للنجاح الرياضي، ألا وهو الإنفاق الكبير.
التحوط ضد المكافآت
صحيفة فاينانشال تايمز العريقة تحدثت عن أحد أكثر الوسائل المالية شهرة في السنوات الأخيرة وهي التحوط ضد المكافآت من خلال التأمين. وباختصار فإن النادي أو المنتخب يدفع قسطاً تأمينياً أو أقساطاً دورية لشركة التأمين، وإذا نجح الفريق في تحقيق المنجز، فإن شركة التأمين ستدفع ستغطي مصاريف المكافآت التي ستدفع للاعبين.
رود أوكالاغهان أحد المدراء في شركة آيرتون لإدارة المخاطر التي تغطي مكافآت عدد من الفرق الرياضية يقول “سواء فاز الفريق أو لم يفز، فإن مصروفاته خلال السنة ستكون معروفة. فإذا فاز الفريق فإن عميلنا سيستفيد من ميزة دفع جزء بسيط من إجمالي المكافآت التي سيحصل عليها من الشركة لتوزيعها على لاعبيه”.
وأضاف أوكالاغهان “الأندية الرياضية باتت تدار أكثر وأكثر كالشركات، والعديد منهم يتسائلون الآن: إذا كنا نستطيع تجنب الملايين من الالتزامات المحتملة بالتحوط، فلم لا؟”.
أما لوك دي روجيمونت المدير في شركة هيدجهوغ لحلول المخاطر فقال “عدد من المنتخبات المشاركة في يورو 2016 هم من بين عملائنا، بعضهم عملاء جدد وبعضهم سبق لنا التعامل معهم”، مضيفاً “بالتأكيد أن هناك زيادة في حجم مكافآت الأداء في مجال الرياضة، وشهدنا زيادة كبيرة في الأقساط المدفوعة لتغطية المكافآت في آخر سنتين”.
وفي إنجلترا، تنص أنظمة الاتحاد الإنجليزي على أن تتم عمليات التحوط والتأمين عن طريق شركات مرخصة من هيئة السوق المالية. كما تحظر أي عمليات تأمين متعلقة بسوء النتائج كالهبوط لدرجة أدنى أو الفشل في التأهل للبطولات الأوروبية. فيما تقدم بعض الشركات حلول تمويلية للأندية فيما يسمى بشراء الحقوق المستقبلية.