اليوم تتكرر التجربة بإقامة مباراة كأس السوبر السعودي خارج المملكة، وتحديداً في لندن. فهل التكرار يعني نجاح التجربة الأولى؟ هنا في خزينة الكرة سنستبق الأحداث ونحاول الإجابة على هذا السؤال من عدة زوايا.
في البداية، لا يمكن الحكم على تجربة من المرة الأولى، فعند تكرار التجربة يتم تجاوز الأخطاء والاستفادة من إيجابيات التجربة الأولى. في النسخة الماضية التقى الهلال والنصر في ملعب نادي كوينز بارك رينجرز. الملعب كان يتسع لأكثر من 18 ألف مشجع، وحققها الهلال بحضور تجاوز الـ12 ألف مشجع.
في هذا الموسم اختارت الشركة المنظمة ملعب نادي فولهام لإقامة مباراة كأس السوبر 2016 بين الأهلي والهلال، وهو ما يشكل تحدياً أكبر، إذ يتسع الملعب لأكثر من 25 ألف متفرج، أي تقريباً ضعف سعة العدد الذي تواجد في النسخة اللندنية الماضية. ولكن يبدو أن الترويج للمباراة هذه المرة تم بشكل أفضل، فالدعوة وجهت لعدد من المشاهير من مختلف أطياف المجتمع، وترويجاً أفضل للتذاكر وباقات السفر من خلال شراكات مع شركات سياحية أبرزها الطيار والمسافر وهو ما ينتظر أن ينعكس على الحضور الجماهيري للمباراة.
التطور الأبرز هو في إقبال الشركات على الرعاية والإعلان في هذه النسخة، ففي النسخة الماضية كان هناك 11 راعياً، من بينهم الناقل الرسمي “MBC Pro Sports” والراعي الرسمي للاتحاد السعودي وبطولاته شركة الاتصالات السعودية. أما النسخة الحالية فنرى ارتفاعاً ملموساً في عدد الرعاة، بل رأينا انضمام راعي رئيسي للاتحاد السعودي هو الخطوط السعودية كناقل رسمي للاتحاد وبطولاته.
ومن خلال متابعتنا فإن النسخة الحالية ضمت 19 شركة راعية هي:
الراعي الرئيسي: شركة الاتصالات السعودية
الناقل الرسمي: الخطوط الجوية العربية السعودية
المشروب الرسمي: كوكاكولا (والذي يبدو أنه سيوقع عقد رعاية رسمي مع الاتحاد السعودي لكرة القدم).
زيوت محركات (3 شركات): موبيل1 – كاسترول – فوكس
شركات عقارية (3 شركات): مدينة الملك عبدالله الاقتصادية – كنان – مفتاح العقار
بنوك (2): البنك السعودي للاستثمار – البنك الأهلي التجاري
الأغذية والمشروبات (2): مطاعم الطازج – مياه بيرين
العطور (2): عبدالصمد القرشي – العربية للعود
خدمات (2): دي إتش إل للشحن – إم بز للحلول التقنية
التأمين: التعاونية
فنادق: كورنثيا
بالإضافة إلى قنوات MBC Pro Sports كناقل رسمي للمسابقات السعودية.
وإقبال هؤلاء الرعاة بلا شك كان لإقامة السوبر في لندن دور جوهري فيه، فالخطوط السعودية ضمنت في عقدها مع اتحاد الكرة بنداً يخولها بالمشاركة في اختيار مكان إقامة المباراة فيه، وهو ما أكده نائب رئيس الاتحاد محمد النويصر الذي أكد أنها اعتمدت في اختيار لندن على بيانات الحجوزات والمسافرين هذا الصيف.
الخطوط السعودية أعلنت عن تجهيز خطة كاملة ومميزة لتدشين الشراكة عبر المباراة المنتظرة.
الأندية المشاركة في السوبر أصبحت ترى في المباراة فرصة لتحقيق إيرادات مجزية، فبحسب تصريحات رسمية فإن النسخة الأولى من كأس السوبر في 2013 لم يحصل أي من الطرفين على أية عوائد، وفي النسخة الثانية 2014 حصل كل من الطرفين على 500 ألف ريال، أما النسخة الماضية التي أقيمت في لندن فقد حصل كل من الهلال والنصر على نحو 1.8 مليون ريال، وهو نفس الرقم المتوقع في هذه النسخة، وهو مؤشر على الجاذبية المالية لهذه المباراة التي حققت نحو 12 – 13 مليون ريال من إيرادات التذاكر والرعاية في النسخة الماضية ويتوقع أن تبلغ إيراداتها في هذه النسخة نفس الرقم، فيما بلغت مصاريف النسخة الماضية 8 مليون ريال بحسب المتحدث الرسمي لاتحاد الكرة عدنان المعيبد.
توقيت المباراة جاء مناسباً هذه المرة، فبالأمس أقيمت مباراة السوبر الإنجليزي (الدرع الخيرية) في لندن كذلك، ما يجعل زيارة لندن في هذه الفترة مغرياً لمن يريد حضور المباراتين. كما ينتظر أن يكون التفاعل في شبكات التواصل الاجتماعي مميزاً هذه المرة لا سيما مع اعتماد تطبيق سناب شات لفلتر خاص بجماهير المباراة.
وإذا نظرنا للجوانب السلبية، فستتكرر نفس الملاحظات السابقة، أولها حرمان جماهير الأندية المحليين من حضور المباراة، وعدم استهداف أسواق جديدة، بمعنى أن السواد الأعظم من الحضور سيكون من السعوديين، أي أن الاتحاد السعودي لم ينجح في استقطاب جماهير جدد للكرة السعودية.
وحتى التغطية الإعلامية في الصحافة الأجنبية كانت ضعيفة جداً في النسخة الماضية، ولم تتجاوز تقريراً واحداً في الغارديان وكان تقريراً لم يخلو من الإسقاطات السلبية.
أخيراً، من الظلم أن نجعل مقارناتنا دوماً مع أمثلة تتصدر العالم ونعتبر ما دون ذلك فشلاَ. فإنجلترا وألمانيا وإسبانيا ما زالوا حتى الآن يرفضون نقل السوبر خارج أراضيهم. أما إيطاليا وفرنسا فكانوا سباقين لذلك. ورغم هذا، فإن التجربة الفرنسية المستمرة سجلت حضوراً جماهيرياً متواضعاً في مباراة أمس الأول بين باريس سان جيرمان وليون في النمسا، حيث بلغ الحضور 10,200 مشجع في ملعب يتسع لـ32 ألف متفرج.
على الجانب الآخر، استنسخ الاتحاد المصري التجربة وأقام كأس السوبر الماضي في الإمارات، في المقابل أعلن الاتحاد الإماراتي عن إقامة كأس السوبر القادمة في القاهرة مع أنباء عن إقامة السوبر السوداني كذلك خارج السودان.
وأنتم أعزاءنا القراء، ما تقييمكم لتجربة إقامة كأس السوبر خارج البلاد؟